محلي

وإن حظي الانقلاب بدعم العالم كله.. لن ينهزم اليمنيون

وسام عبدالقوي

|
03:25 2024/06/22
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لا بد من تكرار التأكيد والإشارة إلى أن خصوم الحوثيين كثر في مقدمتهم مكونات الشرعية التي يفترض أنها تمثل اليمن واليمنيين، ومعها التحالف العربي، الذي يفترض أنه تأسس وتكون لدعم الشرعية في محاربة المليشيا الإرهابية وإنهاء انقلابها واستعادة السلطة المختطفة من قبلها، ثم في المرتبة الثالثة يأتي المجتمع الدولي والرباعية المتكفلة بملف اليمن والدول ذات المصالح المباشرة في المنطقة وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا.. وكل هؤلاء مجتمعين للأسف الشديد، هم أكثر من ساهموا ويساهمون في تضخيم مليشيا الحوثي الإرهابية، ومنحها صيتاً لا تستحقه، صيتاً أكبر من حجمها بكثير، بل وأحياناً وصفاً أبعد مما هي عليه..!!

وإذا واجهنا التساؤل حول كيفية ذلك يمكن أن نختصر ونوجز الإجابة عنه بإشارات وتلميحات دالة، وعلى أصعدة مختلفة.. فعلى الصعيد السياسي على سبيل المثال، تم الاعتراف بهذه العصابة دولياً، وإن لم يكن اعترافا رسميا، ففي حين يجمع المجتمع الدولي على كونها جماعة انقلابية في ظاهر الأمر، بات من تحت الطاولات يعتبرها ندا سياسياً، ويتراجع شيئا فشيئا وبشكل متسارع عن وصفها بالعصابة والمليشيا والانقلابية، ويكتفي بتسميتها بجماعة أنصار الله، ويضعها طرفا سياسيا ويدعو للتحاور معها، رغم ثقة الجميع أن الحوار مع جماعة إرهابية كهذه هو آخر وسيلة يمكن الاعتماد عليها لحل الأزمة اليمنية، وبالفعل كانت نهايات جولات تلك التحاورات تفضي إلى فشل متوقع، أو بالأصح إفشال متعمد..!!

على الصعيد الميداني تم تمكين الحوثيين منذ بداية انقلابهم، بطريقة لا تخفى على أحد، حتى فرضوا سلطتهم ووجودهم في مناطق كبيرة، نتيجة تنازلات وتراجعات بدا أنها مفروضة على الشرعية من المجتمع الدولي، بدعاوى ومبررات واهية وغير مقبولة.. فبتقدير فعلي للقوة كان من المحال توقع وصول الحوثيين لما وصلوا إليه ميدانيا، وفي المقابل كبح جماح الشرعية وقواتها، التي كانت وما تزال في اعتقادي أكثر وأسرع حظا في حسم المواجهة، والتخلص من الانقلاب بسهولة لإنهاء الأزمة وفي وقت قياسي مقارنة بما هو عليه الحال..!! ولا يفوتنا مثلا أن قوات الشرعية، في مرحلة مبكرة من المواجهات، كانت قد وصلت إلى أبواب صنعاء، وكانت قد استعادت مدينة الحديدة وسيطرت على معظم المناطق والمواقع الاستراتيجية، في طريقها للتضييق على الحوثيين وخنقهم في مناطق محصورة، استعدادا لانقضاض أخير للقضاء عليهم، ولكن.... سرعان ما تدخلت القوى الدولية لإيقاف الشرعية والضغط عليها للتراجع، ونزع قبضتيها من خناق الجماعة الانقلابية، وبمبررات ودواع واهية وغير مقنعة أيضاً..!!

ولو ألقينا نظرة خاطفة على صعيد الاقتصاد، سنتأكد بأن ثمة تواطئاً غريباً مع هذه الجماعة، ففي حين يدعي العالم بأنه ينفذ بحقها حصاراً اقتصاديا، نكتشف بوضوح وسهولة أن الشرعية هي من تعاني ذلك الحصار، فيما نوافذ وأبواب الاقتصاد مفتوحة أمام الحوثيين على مصاريعها، ودون أي مضايقات، ولا أدل على ذلك من أنه بعد فرض تحول العملة إلى عملتين، تتداول مناطق نفوذ كل طرف عملة منهما..!! والمثير للغرابة أن عملة الطرف الذي ندعي بأنه محاصر اقتصاديا، تظل متماسكة، فيما عملة الطرف الذي يفترض أن الشرعية الدولية تقف ظهيراً له، تنهار إلى حدود مخيفة، بحيث أصبحت قيمة العملة التي يتداولها الانقلابيون (المحاصرون) تساوي أكثر من ثلاثة أضعاف العملة التي تتداولها مناطق الشرعية..!! إلى جانب التسارع المذهل من قبل المجتمع الدولي وتحديدا دولتي أمريكا وبريطانيا إلى تسليم ميناء الحديدة للانقلابيين، وهو ثاني أهم ميناءين للتبادل التجاري في اليمن..!!

أضف إلى ذلك تأتي تسهيلات دون حدود وتغاض شبه مفتوح، يحظى به الحوثيون منذ بدء انقلابهم في قطاعات مختلفة وعلى أصعدة متنوعة، تشعر الجميع وكأن هناك نية كانت مضمرة وصارت مكشوفة، لهدم أي شرعية قانونية ودستورية في اليمن، وتسليم القياد ودفة القيادة من قبل المجتمع الدولي بمختلف مؤسساته وجهاته، لهذه المليشيا الإرهابية لتتحكم بمصير البلد ومصير ما يقارب أربعين مليون يمنياً، ليس لهم ذنب فيما آلت إليه الأحوال، إلا انتماؤهم لليمن، هذا الوطن الذي يبدو أن أقداره لم تستطع أن تنفذ بنفسها من المؤامرات والاستهداف، ليظل وطنا مغلوبا لشعب أحرق القهر كل أحلامه وراياته عدا رايتي الصمود والانتماء، وبالرغم من ذلك لا يزال بينه وبين الهزيمة آماد طويلة ومسافات تقهر الحدود، ولو احتشد ضده العالم بأسره.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية