بعث نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام الاخ أحمد علي عبدالله صالح، برقية تهنئة لابناء الشعب اليمني بمناسبة العيد الثاني والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، جاء فيها:
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
يا أبناء شعبنا اليمني المناضل الكريم في الداخل والخارج
يا أحرار الوطن في كل مكان
الإخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ونحن نحتفل بالعيد الثاني والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة.. يطيب لي أن أتوجه إليكم جميعاً رجالاً ونساءً، شباباً وشيوخاً، بأجمل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الوطنيّة الغاليّة على قلب كل يمني ويمنية.
وأتوجّه بدايةً بالتحية والعرفان لتلك الكوكبة من الشهداء والمناضلين الأحرار الذين تقدّموا الصفوف وهم يحملون أرواحهم على أكفهم ليصنعوا فجر هذا اليوم المجيد الذي تخلَّص فيه شعبنا من أعتى حكم كهنوتي متخلِّف مستبدٍ نال في ظله شعبُنا الحرُ الأبيُّ أشدَ صنوف القهر والطغيان والحرمان والتخلُّف، وكان فجرُ الـ26 من سبتمبر هو الشعلة التي أضاءت دروب الحريّة والعزّة والكرامة وحقق من خلالها شعبنا الانعتاق من عهد الظلام والقهر والاستبداد والانطلاق نحو عهود النور والحريّة والتقدُّم والمساواة.. كما نترحم على روحي الشهيدين الزعيم علي عبد الله صالح ورفيق دربه عارف عوض الزوكا، اللذين قدَّما روحيهما فداءً على درب الثورة والجمهورية ومن أجل بقائها، وانتصاراً للمبادئ التي آمنّا بها، وما من شك فإنَّ الاحتفال بيوم الـ26 من سبتمبر هو احتفال بانتصار الإرادة ودفن الماضي البغيض.. احتفال بالعبور نحو المستقبل الوضّاء الذي حقق في ظله شعبُنا وأجياله أحلامهم وتطلُّعاتهم وإنجازاتهم.. ولعلَّه من المفارقات المحزنة أن تطل علينا هذه الذكرى في هذا العام وشعبنا يواجه تحدياتٍ كبيرةً تُماثل تلك التحديات التي واجهها المناضلون الروَّاد والثوارُ الأوائل الذين انحازوا لمصلحة شعبهم وقدَّموا التضحيات الغالية في سبيل تحرره والانتصار لإرادته، غير مبالين بكل أشكال القمع والجبروت، وانتصروا في معارك الثورة والجمهورية، وكان لهم ما أرادوا.. ولعل من سخريات الأقدار أن شعبنا اليوم يخوض وبكل عزيمة وإصرار تحدياً جديداً دفاعاً عن ثورته ونظامه الجمهوري ووحدته ومكاسبه وإنجازاته ضد كل من يحاولون الارتداد عن الثورة وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، أو تمرير مشاريعهم العنصرية أو الجهوية، غير مدركين أن الشعب الذي قدَّم فيه الآباء أغلى التضحيات على استعداد لمواصلة تلك التضحيات بنفس الروح والإرادة وإلحاق الهزيمة بكل تلك المشاريع التي تخالف حقائق التاريخ والمنطق وتتعارض مع كل الأهداف والمبادئ التي آمن بها شعبنا وضحّى في سبيلها.
وإنَّ على الذين يتوهمون أنهم بالقمع والعنف والخداع سوف يخرسون صوت الشعب أو يحولون بينه وبين الحفاظ على ثورته ومكاسبها العظيمة سوف تنالهم الخيبة، فالثورة ديمومة مستمرة وُجِدتْ لتبقى شعلةً مضيئةً لن تنطفئ أبداً، بإذن الله.
الإخوة والأخوات..
وكما لاحظنا وتابعنا فإنَّ شعبنا قد فرض إرادته وأعلن تمسُّكه بثورته، وخرج محتفلاً بها في الشوارع والميادين في الوطن وفي المهاجر التي تواجد فيها وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ورفع علم الجمهورية وردد الأناشيد الوطنية وتبادل التهاني معبِّراً عن فرحته بهذا العيد، ومعلناً تمسُّكه بمبادئ الثورة ونهجها.
فليس من المنطقي أو الجائز أن يصبح الاحتفال بعيد الثورة أو رفع علم الجمهورية تهمة يحاسب عليها المواطنون، وهو ما يخالف كل المنطق والحُريات التي كفلها القانون والدستور للجميع.
الإخوة والأخوات..
إنَّ وطننا الغالي يمر بأصعب الظروف والتحديات وعلى مختلف الأصعدة، وحيث تزداد الانقسامات التي مزَّقت صفوف الشعب ووحدته الوطنية، وتزداد معاناة المواطنين على مختلف الأصعدة في ظل حالة اللاحرب واللاسلم القائمة والتي غابت فيها الرؤية لأي حل سياسي ينقذ الوطن مما هو فيه من حالة التيه والشتات والصراعات، وفي مثل هذه الأوضاع الصعبة وجد تجار الحروب والفاسدون والباحثون عن مصالحهم الأنانية غايتهم وضالتهم المنشودة، وسعوا إلى تكريس هذا الواقع، وهو ما يستوجب صحوةً وطنيةً تتضافر فيها جهود كل القوى الخيرة من أجل تجديد روح الثورة والخروج من هذا النفق المظلم ليستعيد الوطن عافيته وأمنه واستقراره ولُحمته.. وكل يوم يمر تزداد فيه الأوضاع تفاقماً وسوءاً، ولم يعد شعبنا يتحمل الكثير وهو يتطلع إلى الخروج من ذلك النفق ووقوف كل أشقائه وأصدقائه والخيرين في العالم إلى جانبه ودعم جهوده ومساندته لتجاوز تلك الأوضاع وتمكينه من استعادة دولته وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في ربوعه.
وهذا لن يتحقق إلا بالإدراك بأنَّ الفعل يجب أن يكون يمنياً أولاً، فالشعب هو صاحب المبادرة والمصلحة في التغيير والقادر على ذلك متى ما أراد، وكما فعل في الماضي هو قادر على تكرار ذلك الأن، وهو ما يجب أن يعيه كل من يحاولون إسكات صوته أو قمعه أو إذلاله أو التذاكي عليه وتجاهل مطالبه وتطلعاته أو سلب إرادته ومقدراته.
الإخوة والأخوات..
إنها لمناسبة نكرر فيها الدعوة لكافة القوى الوطنية إلى الحوار والتفاهم فيما بينها وإيجاد صيغة توافقية مناسبة تعزز من المصالحة وتؤكد على الحفاظ والدفاع عن الثوابت الوطنية وفي مقدمتها الثورة والجمهورية والوحدة ودستور الجمهورية اليمنية وفاءً لتضحيات الشهداء ونضالات شعبنا وعطاءات مناضليه، وحان الوقت لإدراك حقيقة المخاطر التي تهدد الوطن ووجوده، وهذه مسؤولية وطنية ملقاة على عاتق الجميع، ولا ينبغي التقاعس عنها تحت أي مبرر..
مرة أخرى أجدد لكم التهاني بالعيد الـ62 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر.. والمجد والخلود لشهداء الوطن الأبرار.
وكل عام وأنتم بخير...
أخوكم نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام أحمد علي عبدالله صالح