محلي

لا للرضوخ لابتزازات الانقلابيين

وسام عبدالقوي

|
11:46 2024/06/16
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

أكثر ما يُخشى في الظروف الراهنة والمتغيرات التي حصلت مؤخراً، هو أن ترضخ أمريكا والأمم المتحدة لابتزاز جماعة الحوثي الإرهابية، بعدما قامت به من أعمال مليشاوية وإرهابية، بحق موظفي السفارة الأمريكية والأمم المتحدة، وأن تحقق لهذه العصابة أهدافها من عمليات الاعتقال والتشهير وتوجيه تهم الخيانة لأولئك الموظفين الأبرياء، والتهديد بإعدام بعض منهم، رغم كون معظمهم مواطنين يمنيين، وتم اعتقالهم من قبل العصابة كرد فعل للإجراءات الحكومية والقانونية التي نفذتها الشرعية بخصوص البنوك والعملة ونقل مراكز بعض الجهات الحكومية الإيرادية، التي كانت العصابة الانقلابية تعتمد بشكل كبير على إيراداتها في تعزيز انقلابها ودعم وتسليح مقاتليها..

كثيرة وكبيرة هي التجاوزات والتنازلات التي تمت لصالح الحوثيين منذ انقلابهم، وغير معقول ولا مقبول التهاون الذي أبداه المجتمع الدولي تجاه هذه العصابة طوال ما يقرب من عشرة أعوام، لأنه زادها قوة وتمكناً من التشبث بما في يديها من مظاهر الدولة المختطفة ومؤسساتها، ومن التسلط على المواطنين المقيمين في مناطق نفوذها.. ومؤسف أن يكون كل ذلك على حساب الشرعية اليمنية ومن ورائها اليمنيون كل اليمنيين الذين جل مطلبهم الوصول لدولة مؤسسات ونظام وقانون بعيداً عن أي تمييز أو عنصرية، دولة يتوفر فيها الأمان الكافي ليمارسوا حقهم في الحياة والمواطنة، مثلهم مثل أي شعب ينشد السلام والاستقرار والحياة الكريمة..

إن الرضوخ لمطالب وابتزاز هذه العصابة المتمردة، لن يتوقف هنا ما إذا تم.. وسيجعل من المليشيا في موقع قوة وأمان.. وسيظلون يستخدمون هذه الطريقة الابتزازية كلما وجدوا أنفسهم في مأزق، وإذا أمعنا في الأمر فليس غريباً عليهم ذلك، فطوال فترة انقلابهم لم يتورعوا أو يتراجعوا عن الابتزاز، حتى أنهم يبتزون الشرعية والمجتمع الدولي والعالم أجمع بالموطنين الذين يقيمون في مناطق احتلالهم، دون خشية أو مراعاة لأية أعراف أو تقاليد، مستندين على ما بأيديهم من قوة مسلحة، هي في ذاتها لولا التهاون والتساهل الذي حظوا به، ما وصلت إلى ما وصلت إليه من إحكام قبضتها على رقاب المواطنين وإخضاعهم لحكمها وسلطتها التي تحاول الإقناع بكونها سلطة دولة، فيما يدرك العالم أجمع وفي مقدمته اليمنيون أنها سلطة جماعة عنصرية متمردة ومليشيا انقلابية..

وبناء على ذلك فإن التعبير عن خشيتنا من خضوع أمريكا والأمم المتحدة والمجتمع الدولي اليوم لابتزاز هذه الجماعة اليوم، يجب أن يكون تعبيرا عن موقف شعبي سمته اللا رجوع أو اللا تراجع عن الإجراءات الأخيرة، مثلما هو تعبير عن نفاد كمية الصبر لدى اليمنيين لقاء ما قامت وتقوم به المليشيا الانقلابية في حقهم وحق وطنهم.. وعلى الشرعية من جهة والمجتمع الدولي عموما من جهة أخرى احترام موقفنا هذا كمواطنين ومراعاة تضحياتنا وصبرنا الذي شاخ وهرم تحت رايات أمل لم يتحقق منه شيء..!! يجب أن يكون الرد اليوم على أي موقف ابتزاز تعرضه أو تقف فيه المليشيا شديدا وحازماً بل وحاسماً، فقد تبين طوال فترة الانقلاب، أن أي تنازل تجاه الجماعة، يخدمها هي وهي وحدها فقط ويقوي موقفها، على حساب اليمن وكل اليمنيين، بل وحساب الخارج أيضا، الذي بات هو الآخر متضررا من هذه العصابة الإرهابية.. وهذه معادلة غير عادلة ويجب ألا تكون مقبولة في كل حال.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية