كشفت حادثة جديدة عن استمرار ممارسات النهب والتسلط التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق المواطنين والتجار في صنعاء، في ظل تواطؤ وزارة الداخلية الخاضعة لسيطرة الجماعة، ما يؤكد الطبيعة المليشياوية التي تتعامل بها هذه الجماعة مع حقوق اليمنيين وممتلكاتهم.
رجل الأعمال ياسر مصلح اللوزي، أحد تجار العاصمة صنعاء، كشف عن تعرضه لعملية نهب واضحة من قبل قيادي حوثي نافذ ينحدر من محافظة صعدة، وبدعم مباشر من قيادات حوثية عليا داخل وزارة الداخلية، حيث رفض التاجر الحوثي دفع الإيجارات المستحقة عليه للأرضية التي استأجرها منه منذ سنوات، وتحول الأمر إلى صراع غير متكافئ بينه وبين عصابة الحوثي.
تفاصيل القضية
بحسب منشور اللوزي على صفحته بموقع "فيسبوك"، فإنه قام قبل سنوات بتأجير أرضية يملكها في شارع النصر بالعاصمة صنعاء إلى نافذ من صعدة يُدعى "حمود جعفر"، والذي استخدم الأرضية لفتح معرض سيارات. ورغم التزامه الخطّي بدفع الإيجارات، إلا أنه امتنع عن السداد لمدة عامين، مدعومًا بغطاء من قيادات الميليشيا في وزارة الداخلية.
وأشار اللوزي إلى أنه حاول مرارًا إقناع التاجر بسداد المبالغ المستحقة عليه، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل بسبب تعنت الأخير ودعمه من قبل المليشيا.
وأضاف أن قيادات من مكتب عبدالكريم الحوثي وزير داخلية المليشيا غير المعترف بها – تدخلت ضد التاجر اللوزي، حيث أُجبر على تخفيض المبلغ المستحق من 30 مليون ريال إلى 10.8 مليون ريال فقط، وتقسيطه على ستة أشهر، على أن تكون الأشهر الأولى مجانية.
ورغم هذا التنازل، أكد اللوزي أن التاجر الحوثي لم يدفع أي جزء من المبلغ المخفَّض، فيما تخلّت داخلية الحوثي عن وعودها بإلزامه بالسداد، ما دفع اللوزي إلى التهديد باللجوء إلى خيارات أخرى لاستعادة حقه.
ممارسات ممنهجة ونهب منظم
الحادثة تسلط الضوء على نمط ممنهج من الفساد والنهب الذي تمارسه القيادات الحوثية بحق المواطنين والتجار، كما تعكس هذه القضية صورة مصغرة لنهج الجماعة التي تحكم مناطق سيطرتها بمنطق العصابة، وتغذي خطاب الكراهية والتعبئة المتطرفة، مما يمنح قادتها صلاحيات مطلقة لنهب الممتلكات وابتزاز المواطنين دون أي رادع، وهو ما يتجلى في هذه الواقعة وغيرها من الجرائم التي ترتكبها الجماعة تحت غطاء "التصرفات الفردية" في محاولة للتنصل من مسؤولياتها.
ردود فعل وسخط شعبي
تفاعل العديد من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مع قضية اللوزي، معبرين عن إدانتهم لهذه التصرفات التي تعكس غطرسة الميليشيا الحوثية وانحياز أجهزتها الأمنية لصالح المتنفذين على حساب المواطنين.
وأكد البعض أن هذه الحادثة ليست سوى واحدة من عشرات القضايا التي تجسد واقع الظلم والانتهاكات التي تمارسها الجماعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.