صرخ الحوثيون بالموت لأمريكا وإسرائيل لكنهما لم تموتا ومات مئات الآلاف من اليمنيين، زعم الحوثيون أنهم سيسقطون بالصرخة أمريكا وإسرائيل، لكنهما لم يسقطا وسقطت اليمن وسقطت الدولة ومؤسساتها وسقط الشعب في بحرٍ من المعاناة التي لا تنتهي.
"لو صرخ كل اليمنيين في وقت واحد لسقطت أمريكا" بهذه العبارة التي تحمل الكثير من الزيف والخداع والأوهام بدأ الهالك حسين الحوثي الترويج لمشروعه الطائفي ومسيرته الشيطانية في اليمن أوائل تسعينيات القرن الماضي، زاعما أن الهتاف بصرخة الموت هو كل ما يحتاجه اليمنيين لإسقاط أمريكا وتغيير العالم.
اليوم وبعد مرور أكثر من عقدين على إطلاق العبارة التي جاءت من وحي الشعارات الخمينية وعنوانا للمشروع التوسعي الإيراني في المنطقة، تحولت الصرخة من شعارٍ ترفعه جماعة الحوثي الإرهابية إلى مشروعٍ سياسي وثقافي يمثل الركيزة الأساس التي ترتكز عليها كل مشاريع الموت التي تستهدف اليمن واليمنيين.
الصرخة التي وصفها وزير الخارجية الأمريكية الأسبق جون كيري عقب لقائه وفد الحوثيين في العاصمة العمانية مسقط عام 2016 على أنها "شعار عاطفي" الهدف منه كسب التعاطف الشعبي، يتم التسويق لها من قبل الجماعة على أنها أخطر الأسلحة التي تخشاها أمريكا، بل ويزعم الحوثيون أن أمريكا سعت لمواجهة هذا الخطر والقضاء عليه، مدعين أن الحروب الست التي شهدتها محافظة صعدة والحرب التي شهدتها وتشهدها اليمن تأتي في اطار الحرب التي تشنها أمريكا وإسرائيل بهدف القضاء على الحركة الحوثية.
ومنذ اقتحام مليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء وسيطرتها على مؤسسات الدولة واستيلائها على السلطة بقوة السلاح واقدامها على حوثنة الوظيفة العامة اتجهت الجماعة الموالية لإيران لتأصيل مشروعها السلالي وفكرها الكهنوتي في ذاكرة اليمنيين واستبدال أعيادهم ومناسباتهم الوطنية بأعياد ومناسبات وفعاليات طائفية يتم تمويلها والانفاق عليها من إيرادات الدولة.
الصرخة كغيرها من المسميات والأفكار الدخيلة على المجتمع اليمني، تحولت من شعار خاص بالمليشيا إلى مناسبة وطنية وشعبية يتم الاحتفاء بها لمدة أسبوع وتنفق من أجل إقامتها عشرات المليارات كأبرز مشروعٍ يحظى باهتمام جماعة الكهف التي تحرص على توسيع نطاق الاحتفاء بها من خلال اقامتها في كل المدن والقرى وتعمل على جعلها لغة يتحدثها اليمنيين ونشيدا وطنيا يرددونه في كل لحظة.
اليوم وفي الوقت الذي تحتفي وتتباهى جماعة الموت بشعاراتها الزائفة تحولت الصرخة في نظر اليمنيين إلى عنوانٍ لتدمير المؤسسات وتجويع الشعب والسيطرة على موارد الدولة ونهب الإيرادات ومصادرة الحقوق والحريات وقتل الأبرياء واستباحة الأعراض والاستيلاء على الأراضي والممتلكات وقطع المرتبات وتفجير المساجد وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها وتشريد واعتقال المواطنين.