محلي

الوحدة اليمنية.. ليس مكسباً سياسياً ولا حدثاً طارئاً (2-2)

اليمن اليوم - وسام عبدالقوي:

|
04:30 2024/05/23
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

أيها المتباهون بدعوات الانفصال والتشطير، تذكروا أنكم تسيرون عكس التيار أو تتدحرجون إلى أعلى كما يقال، ولا تخالفون الإرادة الشعبية النقية من الدنس وحسب، وإنما لو دققتم ستجدون أنفسكم تعملون بشعور ودون شعور، في صف من يستهدفون الوطن الذي ننتمي معاً إليه، من يحاولون هدم المعبد على من بداخله، هدم اليمن على رؤسنا، تذكروا أنكم تخدمون من يحاولون تفكيك الوطن لصالح المليشيات والمنقلبين هنا وهناك.. إنكم تعملون لصالح من يريد أن يغتال وطننا ويغتالكم ويغتالنا جميعاً..

تعالوا جميعاً نسترجع هدوءنا ونفكر بروية ومنطق ماذا تعني الوحدة.. وماذا كانت قبل أن تتحقق وماذا صارت ووصرنا وصار عليه الوطن بعد تحققها، لينقض علينا الأقربون والأبعدون هذه الانقضاضة الشرسة..!! وتذكروا أنكم تحاولون هدم مشروع ظل حلماً كبيراً تخلد في ذاكرتنا الشعبية والتاريخية ودوِّن هدفاً في كل ثورة وتحرك وتبدل سياسي هنا وهناك، بما في ذلك ثورتا سبتمبر واكتوبر وهما الحدثان الأبرز في تاريخ هذا البلد، وعليه سيظلان وتظل أهدافهما في كل نافذة ضوء وإشعاع عبر التاريخ مستقبلاً، وبالتالي ستجدون أنفسكم بل سنجد أنفسنا جميعاً ندخل الغرف المظلمة والملعونة من المستقبل، ونحن نقف وقوف الخصم الشرس لواحد من أبرز أهداف الثورتين، بل ومن أهم الأهداف القومية العربية، إذ شكلت وماتزال الوحدة اليمنية خطوة مهمة وفاعلة في طريق تحقيق الوحدة العربية الشاملة.. فأين سنذهب من محاكمة التاريخ والأجيال القادمة..؟!

إننا اليوم وفي هذا المخنق الشرس والمنزلق السياسي الخطير حين نتمسك بالوحدة، إنما نعلن بصوت جهوري أننا ضد كل المشاريع المستوردة والتي تسببت وما تزال تتسبب فيما نحن فيه، والتي من أبرز وأهم أهدافها تمزيقنا وتحويلنا إلى كنتونات ضعيفة ومترامية يمكن النيل منها وتطويعها لإرادات الشر التي تحيق بنا.. وإيماناً مطلقاً منا بأن الوحدة ليست حدثاً سياسياً يمكن أن تؤثر فيه المتغيرات، ولكنها خيار شعبي مصيري وأزلي، يجب ألا يكون حوله أي حوار أو خلاف، فأية خلافات سياسية أو إجرائية أو شكلية لا تعنيني أنا كإنسان يمني، ولتذهب السياسة والسياسيون للجحيم.. أما الوحدة فيجب أن تكون منطلقنا الأول بل والأوحد للمحافظة على وطننا مما يوضع أمامه من فخاخ ومشاريع تفكيكية، والدفاع عنه من كل من يستهدفونه، وأخطر اولئك المستهدفين هم من يريدون تمزيقنا وتشتيت وطننا وتصوير الوحدة على أنها حدث سياسي يمكن تبديله وتطويعه للإرادات الشاذة..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية