محلي

الوحدة اليمنية.. ليس مكسباً سياسياً ولا حدثاً طارئاً (2-1)

اليمن اليوم - وسام عبدالقوي

|
01:37 2024/05/23
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يحزن القلب ويوجعه بشكل كبير أن يكون يكون التفاعل مع من يحبون الوحدة ويهتفون بها ولها، من قبل البعض سلبياً ورافضاً بل وعدوانياً في بعض الأحيان..!! وهؤلاء يضاعفون بهذه العدوانية اللامبررة مأساة هذه البلاد، يفعلون ذلك ربما دون قصد وأحياناً بعمدية ممقوتة، تدل على أن وراءها ما وراءها مما هو غير طبيعي، سواء في السلوك أو في الحياد عن النهج الطبيعي والنسق الافتراضي لكل اليمنيين شمالاً وجنوباً، فالوحدة اليمنية ليست شيئاً طارئاً أو مجرد حدث سياسي تطلبته مرحلة ما، أو فرضه واقع بعينه على الشعب اليمني.. لقد كانت خياراً مصيرياً ناجحاً بعد أن كانت حلماً بعيداً ومطلباً تهفو إليه روح كل من ينتمي لهذه الأرض شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً.

إن التحامل الذي يبديه البعض على كل من يحتفي بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية أو يحيي ذكراها أو يعدد محاسنها وأفضالها على اليمنيين، هو تحامل يدل على غباء من نوع ما، غباء متعمد صاغته وتصوغه توجهات معادية لليمن، لا تحب له الخير ولا ترجو له عزة أو مجداً.. فلا يمكن أن يكون ثمة يمني حق ينتمي لهذه الأرض، ولا يرجو توحدها خصوصا فيما تواجهه ويواجهه الوطن حالياً من استهداف ممقوت، لا يضع أمامه شيئاً أو هدفاً واضحاً غير التطويح بهذا البلد وشعبه وإعادتهما إلى ما وراء الصفر..!!

ولو رجعنا ورجع معنا أولئك المتحاملون على كل صوت يهتف للوحدة وينادي بالحفاظ عليها، إلى جادة الصواب وأرجعنا عقولنا إلى أماكنها الصحيحة، سنجد أن 99% ممن يحبون ويعشقون هذه الوحدة ويوصون بعدم التفريط بها، هم من عامة الشعب في الشمال والجنوب، الذين لم ينتفعوا من هذا الحدث المصيري منفعة مادية أو وصولية مباشرة، وإنما يتعاملون مع هذا الحدث العظيم، مهما شابته أو تشوبه من أخطاء أو عثرات، على أنه منجز وطني وشعبي كبير يصل رتبة المقدس، فإذا لزم طارئ فيه فيجب أن نتحاور حول ذلك الطارئ وتسوية الأخطاء والعثرات دون أن نمس قداسته أو نفكر مجرد تفكير فيه كمنجز وطني عظيم..

أنا وأنت وآباؤنا وأجدادنا تعاملنا منذ قديم الزمن مع هذا المنجز كحلم وطني عظيم وغاية سعينا دهراً طويلا لتحقيقها وبحمدالله وعون منه تحققت وأنجزت أياً كان منوراء إنجازها، فليست الوحدة مجرد مكسب سياسي أو اتفاقية سياسية يمكن التفاوض والتحاور والاختلاف حولها ولا هي مشروع نفعي يمكن أن يفض بمجرد خلاف الشركاء فيه.. إنها قيمة إنسانية أزلية وافتراضية، والانفصال وتقسيم اليمن هو الطارئ، ذلك ما يقوله التاريخ قبلنا ذلك أو أبيناه.. والتاريخ بطبيعته لا يرحم ولن يرحمنا مثلما لم يرحم من سبقونا وأخرجوا اليمن طبيعته الوحدوية الأزلية..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية