محلي

توقيت الهجمات في البحر الأحمر ليس الأسوأ بالنسبة للديمقراطيين

اليمن اليوم - ترجمة - عبدالله قائد*

|
11:46 2024/01/27
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ينذر الصراع المتصاعد في البحر الأحمر بالتأثير على الاقتصاد الأمريكي في أكثر الأوقات غير المناسبة للديمقراطيين والرئيس جو بايدن، مما قد يدفع إلى التضخم مرة أخرى قبل انتخابات هذا الخريف.

تعمل الهجمات المستمرة التي يشنها المسلحون الحوثيون المدعومون من إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر على تعطيل أحد طرق الشحن الرئيسية في العالم.

وفي حين أن أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط هي الأكثر تضررا بشكل مباشر من الاضطرابات التجارية الناجمة عن الصراع، فإن الاضطرابات العالمية المتزايدة تشكل مخاطر كبيرة على الولايات المتحدة.

 وعلى المدى الطويل، قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، بما في ذلك على مستوى البقالة (التجزئة)، مما يضعف جهود البيت الأبيض للحد من التضخم وإقناع الأمريكيين برسالة الرئيس "بايدن ميكس" "Bidenomics".

ومن شأن أي تداعيات اقتصادية أن تضع ضغوطا على عدد من الديمقراطيين في السباقات الصعبة، والذين، كما هو الحال بالنسبة لبايدن، واجهوا حتى وقت قريب توقعات متشائمة للغاية من الناخبين بشأن الاقتصاد.

وقال الديمقراطي جون تستر من مونتانا، وهو أحد أضعف أعضاء مجلس الشيوخ الحاليين الذين يواجهون إعادة انتخابهم، في مقابلة إن لديه مخاوف "بشأن ما يمكن أن يفعله مقابل التكاليف" للمستهلكين الأمريكيين، مضيفا: "لن يكون ذلك جيدا".

وداخل البيت الأبيض ، راقب كبار المستشارين الاقتصاديين لبايدن عن كثب اضطرابات الشحن في الأسابيع الأخيرة بحثا عن علامات على أنها قد تضر بالاقتصاد الأمريكي الأوسع. ويشعر مسؤولو البيت الأبيض بالقلق من أن الاشتباكات المستمرة والأضرار الاقتصادية الناتجة عنها "يمكن أن تتصاعد بسرعة"، خاصة إذا اتسع الصراع المحيط بالحرب بين إسرائيل وحماس، وفقا لمسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لمناقشة المحادثات الداخلية.

وقد أشار البيت الأبيض إلى هذه المخاوف لتبرير الضربات العسكرية الأمريكية الأخيرة ضد مواقع الحوثيين في اليمن.

وبالفعل، أحالت هجمات الحوثيين دون وصول العديد من السفن إلى قناة السويس، التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط وتمثل ما يصل إلى 15 في المئة من التجارة العالمية.

وقد أدى ذلك إلى ارتفاع تكاليف الشحن، فقد تضاعف متوسط السعر العالمي لشحن حاوية 40 قدما في الشهر الماضي ، وفقا لبيانات من شركة Drewry Shipping Consultants ومقرها لندن.

 وقالت منظمة التجارة العالمية الأسبوع الماضي إن شحنات القمح عبر قناة السويس انخفضت بنحو 40 في المئة خلال النصف الأول من يناير، حيث اختارت الشركات تحويل أساطيلها بعيدا عن البحر الأحمر نحو رأس الرجاء الصالح حول جنوب إفريقيا.

يشير المسؤولون الأمريكيون الحاليون والسابقون ومراقبو التجارة العالمية إلى أن الآثار الاقتصادية المباشرة على الولايات المتحدة لا تزال محدودة إلى حد ما، إلا أنه حتى الاضطرابات الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة المتقلبة بالفعل والتي تسري لتشمل أسعار الوقود والمواد الغذائية لأشهر قادمة.

أولى فرق الأمن الاقتصادي والقومي في البيت الأبيض اهتماما خاصا لتقلبات أسعار النفط، مدفوعا جزئيا بالقلق من احتمال نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم نظرا لمناقشة المحادثات الداخلية، يشعر مسؤولو بايدن بالقلق من أن ذلك قد يترجم في النهاية إلى ارتفاع ضار سياسيا في الأسعار في الجملة وفي النهاية يصل إلى  التجزئة حتى البقالة.

قال جو جلوبر ، كبير الاقتصاديين السابق في وزارة الزراعة الأمريكية في عهد باراك أوباما والذي يعمل الآن زميلا باحثا رئيس في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية: "إذا ارتفعت أسعار الطاقة وظلت مرتفعة ، فسترى استمرار التضخم في الغذاء".

وأضاف جلوبر إن الاضطرابات المحتملة في التدفق العالمي للأسمدة، وهي مكون رئيسي لإنتاج الغذاء، يمكن أن تضاعف الضغط على المزارعين والمستهلكين الأمريكيين في متجر التجزئة في البقالة، خاصة إذا توسع الصراع في البحر الأحمر.

من غير المرجح أن تؤدي التداعيات الاقتصادية للصراع إلى نفس الارتفاع الكبير في الأسعار الذي شهده الأمريكيون خلال ذروة الوباء ، لكنه قد يوقف المكاسب الأخيرة مقابل التضخم التي ابتهج بها اليمقراطيون، مشيرا إلى أن الأمر استغرق فترة زمنية طويلة حتى تتراجع أسعار الاستهلاك منذ أن ضرب وباء Covid-19 في عام 2020.

وقفزت ثقة المستهلك الأمريكي بنسبة 13 في المئة في يناير ، وفقا لمسح حديث أجرته جامعة ميشيغان. وفي حين أن تضخم أسعار المواد الغذائية يتراجع بشكل عام، يشعر مسؤولو البيت الأبيض في أحاديثهم الخاصة بالقلق من أن أسعار المواد الغذائية لا تزال مرتفعة للغاية، مما يقلل من وجهة نظر الأمريكيين بشأن الاقتصاد الذي يتحسن بخلاف ذلك.

وقال جيمس نايتلي ، كبير الاقتصاديين الدوليين في شركة ING ، ومقرها نيويورك "أي تأثير اقتصادي أمريكي من المرجح أن يرتبط بإثارة المشاعر". لكنير أن نايتلي قال إن الاقتصاد الأمريكي قد لا يزال متأثرا بالانكماش في أوروبا ، مضيفا أن ارتفاع أسعار الغاز سيكون وخزة الألم الحقيقية.

وقد قللت الإدارة حتى الآن من المخاوف من أن الصراع المستمر مع ميليشيا الحوثي سيؤدي إلى خسائر فادحة في تحسن الاقتصاد الأمريكي، والذي لا يزال مفتاحا لقضية بايدن لإعادة انتخابه.

وفي أعقاب سلسلة من الضربات الانتقامية على مواقع الحوثيين الأسبوع الماضي، قال مدير المجلس الاقتصادي الوطني لايل برينارد إنه لم يكن هناك دليل يذكر على أن اضطرابات الشحن حتى الآن كان لها تأثيرا ملموسا على الاقتصاد الأمريكي.

وأضاف: "بعض شركات الشحن تسلك طرقا بديلة ، مما يطيل من  أوقات الشحن ،  لكن حتى الآن لم يكن لذلك تأثير على الاقتصاد الأمريكي". "ممرات الشحن هذه أكثر تأثيرا على أجزاء أخرى من العالم."

ومع ذلك ، تحذر الشركات التي تتعقب تكاليف الشحن من أن التداعيات بدأت بالفعل في الوصول إلى الولايات المتحدة ، وسوف تزداد فحسب مع استمرار الصراع.

قال ريان بيترسن ، الرئيس التنفيذي لشركة تكنولوجيا الشحن اللوجستية Flexport ، التي تتعقب الشحن البحري:  "إنه اضطراب كبير" .. "في نهاية المطاف يفترض أن يسري ذلك إلى السعر الذي ندفعه مقابل البضائع."

وأضاف بيترسن أن الاضطرابات أدت في البداية إلى ارتفاع أسعار الشحن إلى أوروبا إلى حد كبير ، غير انه في الأسابيع الأخيرة بدأت تكلفة نقل المنتجات إلى الولايات المتحدة في الارتفاع بشكل كبير أيضا، ارتفعت أسعار الشحن من آسيا إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة بنسبة 74 في المئة منذ منتصف ديسمبر ، وفقا لبيانات في وقت سابق من هذا الشهر من Freightos ، وهي شركة لوجستية لخدمات الشحن.

قال بيترسن: "هذه الفوضى تكلف الكثير من المال" .

المسؤولون الأمريكيون مستعدون لبعض الوقت لاستمرار الصراع، الذي يدخل الآن شهره الثالث. وتشير المعلومات الاستخباراتية الأخيرة التي جمعتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إلى أن الحوثيين المتمركزين في اليمن يسعون للحصول على المزيد من الأسلحة من إيران، مما يزيد من المخاوف من اتساع الصراع. وقد أدى ذلك إلى زيادة الضغط على الرئيس للرد بقوة أكبر.

في الأيام الأخيرة ، كثف الجيش الأمريكي ، بالتعاون مع المملكة المتحدة ، ضرباته ضد منشآت الحوثيين في جميع أنحاء المعاقل الرئيسية للجماعة المسلحة في اليمن. أشار مستشار الأمن القومي لبايدن جيك سوليفان مؤخرا إلى أنه من المحتمل أن تكون الولايات المتحدة على المدى القصير على "طريق التصعيد الذي يتعين علينا إدارته".

وأضاف: "أعتقد أن هذا هو بالضبط السبب في أن الجيش فعل ما قام به" ، في إشارة إلى الحاجة إلى منع التداعيات على التجارة العالمية والصراع العسكري الأكبر من الانتشار.

ويحث العديد من الديمقراطيين في ادارة بايدن على مواصلة الضغط ، حتى في الوقت الذي يحذره فيه البعض من حزبهم من تنفيذ ضربات جديدة في المنطقة.

وقال السناتور كريس كونز (ديمقراطي)، وهو حليف لبايدن، إن قرار بايدن بإصدار الأمر بالضربات الأولية ضد مواقع الحوثيين في وقت سابق من هذا الشهر كان أساسيا من ناحية الرد العسكري وتداعيات التجارة العالمية، مضيفا أن الرئيس "منخرط بلا هوادة في العمل لردع العدوان الإيراني في المنطقة".

ومع ذلك ، لا يزال عدم اليقين يقلق العديد من الديمقراطيين. حيث قال السناتور بن راي لوجان (ديمقراطي من نيو مكسيكو): "هناك دائما قلق عندما يكون هناك صراع أو خلاف في أي جزء من العالم في الممرات تجارية ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط على الشعب الأمريكي أيضا".

وأضاف لوجان أن هناك "نتائج لا نهاية لها يمكن أن تنجم عن المزيد من الصراع الشديد" في المنطقة.

 

*كتب: ميريديث لي هيل وآري هوكينز وآدم كانكرين/ بوليتكو

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية