محلي

الطابور الأمريكي الخامس.. من تورا بورا إلى باب المندب

شهاب السماوي

|
01:14 2023/12/25
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في زمن الفوضى الخلاقة وملشنة الحكومات وتدمير الجيوش واستبدالها بميليشيا الإرهاب والتطرف ودعم الولايات المتحدة والحكومات الغربية لتوجهاتها في مصادرة إرادة الشعوب والاستيلاء على مقدراتها، تحول الحوثي بين عشية وضحاها إلى بطلٍ قومي ينفرد بالانتصار للإسلام وقضايا الأمة ورفع ذات الشعار الذي سبق لغيره من التنظيمات الإرهابية الانتصار لها في أفغانستان ولم تلبث طويلا حتى سقط زيف مزاعمها وتكشفت حقيقتها واتجهت أنشطتها لخدمة واشنطن. 

في أفغانستان ولدت قاعدة البيانات التي أوكلت وكالة المخابرات الأمريكية لمجموعة من أمراء الحرب الأفغان- أبرزهم أسامة بن لادن- مسؤولية الإشراف عليها والسيطرة من خلالها على عملية تدفق المجاهدين من مختلف البلدان العربية والإسلامية لمحاربة الشيوعية في أفغانستان، ومن قاعدة البيانات ولدت القاعدة الحركة والتنظيم الذي سرعان ما شهد تطورا تنظيميا وإداريا وعسكريا وبعد أن كانت افغانستان ميدان معاركه وحروبه اتسعت خارطته العسكرية حتى شملت الكثير من مناطق العالم.

وبالعودة إلى ماضي تنظيم القاعدة وتحديدا فترة الحرب ضد الاتحاد السوفياتي أو الحرب ضد الشيوعية في أفغانستان نجد أن القاعدة وبقية التنظيمات التي أنشأتها الولايات المتحدة حظيت باهتمام أمريكي وغربي كبير لدرجة إطلاق مصطلح مجاهدين و“ثوار“ على أفراد تلك الجماعات التي مثلت خنجرا أمريكياً في خاصرة الاتحاد السوفياتي ويتم استقبالهم في عواصم الدول الغربية استقبال الأبطال..

بعد خروج الاتحاد السوفياتي من أفغانستان وانهياره بداية عقد التسعينيات تغيرت تلك النظرة وبدأت الولايات المتحدة الامريكية تهيئة تنظيم القاعدة كعدو يهدد الأمن والسلم العالمي وتجنيده لمساعدتها في تنفيذ سياساتها وأجنداتها المتمثلة في السيطرة والهيمنة على العالم لدرجة أن القاعدة تحولت إلى دليل لجيش وصواريخ الولايات المتحدة الامريكية وأينما ذهبت القاعدة تبعتها أمريكا بجنودها وطائراتها وأساطيلها وصواريخها وحروبها العبثية التي انتهت بتدمير واحتلال أفغانستان وبسط نفوذها وهيمنتها على دول وسط آسيا ..

وابتداء من أفغانستان وباكستان ومرورا بالعراق واليمن ودول عربية وأسيوية وأفريقية وتحت مبرر محاربة الإرهاب، التي سرعان ما تطورت إلى محاربة القرصنة وتأمين الملاحة في البحر العربي وخليج عدن، تمكنت الولايات المتحدة الامريكية من التواجد وفرض وجودها وتدخلاتها في الشؤون الداخلية بل ومثلت مبرراً للمزيد من التدخلات التي تجاوزت حدود تقديم المساعدات ووصلت حد التدخل في رسم السياسات العسكرية والأمنية للعديد الدول التي يؤكد ما شهدته وتشهده من أحداث حقيقة ما قدمته التنظيمات الإرهابية بنسختيها "القاعدة وداعش" ثم قراصنة الصومال من خدمات للولايات المتحدة التي لم تدخر جهدا في رعاية مثل هذه التنظيمات وتوجيهها لخدمة سياساتها وأجنداتها التوسعية في مختلف مناطق العالم ومنحت أساطيلها حق التواجد في البحار الدافئة.

اليوم وتحت عنوان الانتصار لفلسطين ودعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة واسنادها في مواجهة العدوان الصهيوني، تتجلى الكثير من الحقائق التي تؤكد أن مليشيا الحوثي جزء من الطابور الأمريكي الخامس وأن العمليات التي نفذتها وتنفذها ضد السفن التجارية واحتجازها والاستيلاء عليها في مجرى الملاحة الدولية في البحر الأحمر، أبعد من مناصرة فلسطين، ولا تستهدف إسرائيل، بقدر ما تستهدف اليمن والدول العربية المطلة على البحر الأحمر وتضعف موقفها القانوني وتتم في اطار مخطط يخدم أجندات واشنطن وأهدافها في بسط نفوذها العسكري على البحر الأحمر وباب المندب والتحكم بخطوط الملاحة الدولية والسيطرة على أهم المضايق البحرية.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية