محلي

خارطة طريق أم اتفاق تقسيم وتقاسم..؟!!

اليمن اليوم – خاص:

|
12:49 2023/12/25
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بعد تسع سنوات على الحرب التي أكلت الأخضر واليابس وقتلت عشرات الآلاف وجوعت وشردت الملايين ومزقت اليمن كل ممزق، يجري الحديث عن توصل الأطراف المتصارعة لخارطة طريق لإنهاء الحرب التي تبدو وكأنها اشتعلت من أجل فتح الطرقات ودفع مرتبات الموظفين.

ففي الوقت الذي تشير تصريحات المبعوث الأممي وبيانات الأمم المتحدة والوسطاء الإقليميين إلى أن خارطة الطريق تترجم آمال وتطلعات اليمنيين، كشفت سرية المفاوضات عن اتفاق جميع الأطراف على تغييب الإرادة الشعبية وحصر نتائجها على تحقيق مصالح المتصارعين واستبدال المشروع الوطني الشامل بمشاريع صغيرة تقوم على أساس تقاسم سياسي يعكس تقاسما جغرافيا على الأرض، الأمر الذي يؤكد أن الحرب التي قامت من أجل استعادة الدولة قسمت اليمن إلى دويلات.

ووفقاً لما تتناوله وسائل إعلام يمنية وعربية من تصريحات لمسئولين يمنيين وأمميين، تشير مخرجات المفاوضات المتمثلة في خارطة الطريق، إلى غياب المشروع الوطني الذي يتطلع إليه الشعب اليمني، وأن ما تم طرحه ومناقشته على طاولة التفاوض توقف عند حدود مناقشة مشروع كل طرف من الأطراف المتصارعة وتم التوفيق فيما بينها وإخراجها في هيئة مشروع تصالحي يخدم مشاريع إقليمية ودولية.

خارطة الطريق التي تقوم عملية الترويج لها على أساس دغدغة مشاعر اليمنيين وتصويرها على أنها الحل الأمثل لأكبر مأساة إنسانية فُرض عليهم معايشتها منذ تسع سنوات، لم يتم الكشف عن بنودها وتدابيرها المبهمة كما جاء في تصريحات المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، التي ركزت على بناء الثقة بين أطراف الصراع، ما يشير إلى أن بنود خارطة الطريق لا تلبي حاجة كيان يمنيٍ واحد بقدر ما تلبي حاجة كيانات سياسية مختلفة يدور التباحث حول تقاربها وحل خلافاتها وتقسيم الثروة فيما بينها وكأنها دويلات متعددة لا تلتقي إلا فيما يتعلق بقضية دفع المرتبات التي يسعى الحوثيون من خلال ما يضعونه من اشتراطات لتقاسمها مع الموظفين.

مراقبون أكدوا أن إغلاق الطرقات بين المدن والمحافظات لم يكن واقعا يمنيا قبل اندلاع الحرب في مارس من العام 2015، ولم تكن المرتبات قضية أشعلت الصراع بين اليمنيين، ليتم الحديث عنها كمبادئ أساسية لخارطة الطريق وشرطاً لإيقاف إطلاق النار وإيقاف الحرب، وانما صنعتها الحرب وتقاسم الخارطة اليمنية بين المتصارعين.

وأشاروا إلى أن طرحها اليوم كبنود رئيسية في خارطة الحل وإنهاء الصراع يخفي الكثير من الحقائق التي تؤكد أن الشعب اليمني سيدفع ثمناً باهضاً للخروج من المعاناة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية