آراء

الميليشيا الحوثية.. استحضار لماضٍ غابر وثارات تاريخية وأطماع سلطوية

أبو بهاء الصليحي

|
12:07 2023/02/23
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

على خطى السلالة الإمامية البائدة، تواصل الميليشيا الكهنوتية خداع اليمنيين وتسميم عقولهم من خلال استدعاء ثارات قديمة، لإقحام اليمنيين في معارك مذهبية وصراعات ماضوية تنسيهم حاضرهم وتلهيهم عن المستقبل، لضمان بقائها في حكم اليمن لأطول فترة ممكنة


من وقت لآخر تتفنن الميليشيا الحوثية في استدعاء الماضي الغابر؛ واستحضار ثارات تاريخية أكل الدهر عليها وشرب، وإقحام شخصيات اسلامية جدلية شبعت موتا، والنبش في محطات تجاوزها الزمن لتستخدمها اليوم في معاركها العبثية، بدلا من الانشغال بالحاضر؛ والدوران الى المستقبل
فما ان قررت إحدى الشركات العربية انتاج مسلسل عن الخليفة الاموي الأشهر معاوية بن ابي سفيان حتى ثارت ثائرة الميليشيا الحوثية وجندت قطيعها ومنابرها وذبابها الالكتروني للّعن والطعن في شخصيته وسيرته الجدلية بابتذال وبذاءة فجة حرّمها النبي على كل مسلم، كعادتها في الاساءة لصحابته، وسرعان مااستغلت الخبر لتحريض الناس؛ وتعميق الكراهية بين اليمنيين، وإثارة النعرات المذهبية، واعتبارها معركة وجودية لليمن، كأنما تحاول اقناع شعبه باستحالة التعايش بين كُلِه المتنوع، بدلا من البحث عن مخرج آمن لبلد ممزق، واستعادة سلامٍ طال انتظاره، وتعايش أزلي دمرته حروبُها العبثية وأفكارها الفتنوية وأطماعها السلطوية
إثارةٌ مصطنعة؛ ومعاركُ عدمية تُصارع فيها طواحينَ الهواء؛ ودخانَ عداوةٍ فاتَ زمانُها.. ليس لأن الكهنوتية الحوثية عابئة أصلاً بعلي او معاوية؛ او زيد أو عَمرو، بل للسيطرة على الوعي فقط، باعتباره سلاحا فاعلاً لتخدير الشعوب وضمان ولائها.. وما إحياؤها لعداواتٍ عفى عليها الزمن إلا وسيلة لتجهيل المواطن وتغييب العقول؛ وإلهاء اليمنيين عن مواكبة عصرهم، وصرف انظارهم عن اطماعها في السلطة والثروة
لا جديد في لعبتها إذن؛ فتلك عادة كهنوتية يعرفها اليمنيون؛ توارثتها امامة سلالية بائدة لم يكن لها ان تحكم اليمن قرونا دموية طويلة قبل الثورة السبتمبرية الخالدة لولا استغلالُها لعاطفة يمنية قوية تجاه البيت النبوي، وتأجيجها لفتن مذهبية وقبلية ومناطقية، لإلهاء اليمنيين بمعارك منهكِة، كي تضمن بقاء حكمها لهم دون مهددات داخلية تُسقط عرشها!
بصرف النظر عن قصة علي والحسين او معاوية ويزيد؛ والجرح الغائر بين العلوية والاموية؛ ومن مع هذا وذاك؛ وأياً تكن القضية؛ الا ان منطق العقل وصيرورة التاريخ وسنن الكون؛ وحتى ثوابت الدين؛ تؤكد أن تلك امة قد خلت؛ لها ما كسبت وعليها مااكتسبت، وانتم لكم ما كسبتم وعليكم مااكتسبتم، وما كان لكل امة أن تلعن اختها، بل حسابها على ربها.. وماكان ربك ليوكِّل امة بأن تثأر لمن سلف، او يأخذ امة بجريرة غيرها، ولا أن تزر وازرة وزر اخرى.. تلك سنة الاولين والاخرين.. فهل آن الأوان ليعتبر من يعتبر، ويرمي المتعصبون الماضي وراء ظهورهم للأبد، ويحتفظ كلٌ بقناعاته لنفسه فقط، ويلتفتوا لمستقبلٍ فاتهم قطارُه، ويمنٍ متشظي لم تحرقه سوى التعصبات الخرقاء؛ والخصومة الفاجرة؟؟

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية