بضربات عسكرية موجعة طالت القيادي في رأس منظومتها الارهابية محمد الغماري، ورئيس ونصف حكومتها - غير المعترف بها دوليا- تطوي مليشيا الحوثي صفحات العام 2025 بسجل حافل بالانتكاسات الميدانية، والحصاد المر للعشرات من العاملين في صفوفها.
وفي حين مايزال الغموض يكتنف مصير القيادي في صفوفها المعين بمنصب وزير الداخلية، عبدالكريم الحوثي، وكذلك المعين بمنصب وزير الدفاع، إلى جوار القيادي ابو علي الحاكم، كشفت تقارير احصائية مصرع نحو 300 عنصراً من عناصر مليشيا الحوثي في مواجهات متفرقة مع القوات الحكومية وقوات المقاومة الوطنية في مختلف الجبهات والمحاور خلال العام 2025.
وتشير احصائية حديثها لوحدة الرصد والتحليل -بقناة اليمن اليوم- الى مصرع 117 عنصراً حوثيا من منتحلي المواقع القيادية العليا، وذوي الرتب العسكرية الافتراضية العليا، بينهم 4 عناصر برتبة لواء (افتراضية)، وعدد 8 آخرين برتبة (عميد)، بالاضافة الى 22 آخرين منحتهم المليشيا رتبة (عقيد)، و18 رتبة (مقدم).
وشيّعت مليشيا الحوثي خلال العام 2025 عدد 32 من عناصرها منحتهم رتباً افتراضية (رائد) وعدد32 آخرين برتبة (نقيب)، زعمت أنّ جميعهم قتلوا فيما تسميها "معارك الدفاع عن الوطن" ومعركة " الفتح الموعود والجهاد المقدس"،ومعركة " النفس الطويل"، وهي مصطلحات تستخدمها الجماعة للتعتيم على اماكن وزمن المواجهات وللتقليل من حجم خسائرها البشرية.
وعلى مستوى الرتب الافتراضية الدنيا، تشير البيانات الاولية الى مصرع اكثر من 200عنصراً من الموالين للجماعة أو العاملين في صفوفها اضطرارياً، والذي تسوقهم الجماعة حطباً لحروبها وتعيدهم لاهاليهم جثثاً هامدة في صناديق خشبية، تنفيذاً لمخططات وأجندة توسعية إيرانية في المنطقة العربية، وتهديد الملاحة الدولية في البحر الاحمر .
واعلنت مليشيا الحوثي آواخر اكتوبر الماضي مصرع القيادي في صفوفها محمد عبدالكريم الغماري، المعين بمنصب رئيس اركانها، في غارة للطيران الاسرائيلي، دونما اشارة الى مصير وزيري الداخلية والدفاع والقيادي أبو علي الحاكم ومسئولين آخرين في مايسمى جهاز الامن والمخابرات الحوثية .
واعتبرت مليشيا الحوثي أنّ مقتل الغماري ورئيس ونصف وزرائها جاء خلال ما وصفته بـ جولات الصراع مع إسرائيل، في محاولة لتبرير الحادثتين ضمن سياق الصراع الإقليمي المستمر، وركوب موجة حرب اسرائيل على قطاع غزة ، ومزاعم الدفاع عن القدس، وسعيها للإنتقال من استراتيجية وحدة الساحات الى استراتيجية وحدة التضحيات ، ومحاولة تقديم نفسها كجزء من محور المقاومة ضد إسرائيل.
وتخلل اعلانها مصرع الغماري حملة تحشيد دعائية ضخمة، تضمنت نشر صوراُ كثيفة للغماري وباحجام مختلفة والوان زاهية على لوحات دعائية تمتد لعشرات الامتار وسط الشوارع والتقاطعات العامة، وعلى واجهات المحال التجارية وزجاجات السيارات وأسواق القات وجدران البيوت.
ويعتقد مراقبون أنّ النزيف المتصاعد في صفوف الجماعة خلال العام 2025 جاء بالدرجة الاولى متأثرا بسلسلة الانتكاسات التي تعرضت لها نظيراتها من اذرع ايران في العراق وسوريا ولبنان بدءا بمصرع قاسم سليماني مطلع العام 2020 في بغداد، وليس إنتهاء بمصرع القيادي البارز في حزب الله اللبناني هيثم علي الطبطبائي في بيروت نوفمبر الماضي، والذي كان وصل اليمن عام 2016 ولعب دورًا مهمًا في بناء قدرات الجماعة الحوثية على الصعيد العسكري واللوجستي.