محلي

متخمون بالأخطاء والتعب..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 3 ساعة و 39 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ما زلنا نتعامل مع الحقائق بلا مسئولية، ونتقبل إمكانية التماشي والتساير مع ما يتعارض معها ربما لأسباب عارضة أو ضاغطة، على الرغم من إطلاقية إيماننا بكونها حقائق لا شك ولا مراء فيها، ولا يمكن بأي حال أن تكون عرضة للجرح أو محلاً للاختلاف والاعتلال..!! وندرك تماماً أن هذا الموقف المتضعضع أو السلبي تجاه الحقائق لا بد أن يورثنا الكثير من المشكلات والنتائج، التي لا نود إطلاقاً الوقوع فيها.. إلا أننا، تحت طائلة الضغوط ووطأة المكابرة والتحيز للجهة التي تضعنا الظروف فيها، نجد أنفسنا في لحظة ضعف قاهرة؛ مجبرين على الاستسلام للتغاضي والتنازل عن كل قيمة عليا نؤمن بها، بما في ذلك الحقيقة..!!

وهذا في تقديري ما وقعنا أو بالأصح ما (أُوقعنا) فيه كيمنيين (سياسيين وحتى مواطنين) من مأزق لا يتوقف عن التفاقم والانحدار بنا في مجاهل وظلمات، وضعنا خطوتنا الأولى في طرف منها بمطامع وغايات سرابية، فانزلقنا...، وها نحن لا نزال نتدحرج وتتدحرج معنا أزماتنا.. نحن نتدحرج وتتضاعف جراحنا وإصاباتنا، وأزماتنا تتدحرج بموازاتنا ككرة ثلج، كلما عبرت مسافة ازداد حجمها وتضاعفت مخاطرها، ولا نزال حتى اللحظة لا ندرك قاعاً نرتطم به، ولا نرى ولو عن بُعد نقطة ضوء، بالإمكان اعتبارها ممراً إلى أفق، أو يمكن أن تضع بين أيدينا احتمالات إيجابية يمكن البناء عليها..!!

عقد من الزمن وأكثر من العقد ونحن نتهاوى بلا جهة.. نمعن فقط في الانزلاق والارتطام ببعضنا وبزوائد المسار الحادة، التي تضاعف جراحنا وتطيل تأرجحنا.. لسنا في غيبوبة كما ندعي أحيانا، وإنما نسقط ونحن في كامل وعينا، مُسلِّمين قيادنا للقدر، على الرغم من قدرتنا على المساهمة في صياغته، ومستجيبين لكل لحظة سيئة نمر بها، على الرغم من إمكانية تجنبها وتجاوز آثارها التي تفتك بنا وبوطننا، وتتمادى في العبث بصفحات تاريخنا، وتنذر بمستقبل موغل في السواد لا يتمنى الوصول إليه بشر ذوو بصر وبصيرة..!!

وفي حين أن الاعتراف بالخطأ هو بداية الطريق المؤدي إلى التداوي من الخطأ، إلا أننا لا تزال نتلبس المكابرة، وإن أدى ذلك إلى التفاقم ومضاعفة الأخطاء حد التخمة بها.. وما دمنا وبقينا في هذا الحال، فإن التوقف عن التدحرج في الألم والخسارات سيظل بعيداً جداً عنا.. وما دمنا نتعامل مع الحقيقة كتهديد لكرامتنا ومكاسبنا، سنفقد المزيد والمزيد من الكرامة والمكاسب.. وما استمر تسليمنا واستسلامنا لكل هذا العبث الذي يجري بحقنا، فليس حتى من حقنا أن ننتظر لحظة انفراج، ولا أن نتلو على القدر شيئاً من أحلامنا وآمالنا.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية