كشفت منظمة أطباء بلا حدود أن محافظة ذمار شهدت تفشيًا حادًا للحصبة في الأشهر الأخيرة، إذ عالج فريقها بين أبريل ويوليو 2025، أكثر من 1400 مريض حصبة في المحافظة من خلال أنشطتها في مستشفى الوحدة والعيادات المتنقلة، وكان أكثر من 56% من المرضى أطفالًا دون سن الخامسة.
وقالت المديرة القطرية لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن، ديسما ماينا في تقرير: "شهد اليمن مؤخرًا زيادة مقلقة في حالات الحصبة. يأتي هذا في ظل تزايد الاحتياجات للرعاية الصحية وصعوبة حصول المواطنين عليها".
وبينما يصعب تحديد جميع العوامل التي تزيد من تحديات مكافحة الحصبة وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، فإن الفجوات الكبيرة في التطعيم الروتيني ومحدودية الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية الأساسية تلعب دورًا رئيسيًا في الزيادة الكبيرة في عدد مرضى الحصبة.
وأوضحت ماينا: "أدت أكثر من عشر سنوات من الحرب وعدم الاستقرار إلى تدهور الخدمات الصحية في البلاد. ومع الانخفاض الأخير في الدعم الإنساني والتمويل الدولي لنظام الرعاية الصحية في اليمن، نشعر بقلق بالغ ونحن نشهد تزايد الاحتياجات الطبية للمجتمعات المحلية".
والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، ينتشر بسهولة في الأماكن المزدحمة ويؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، وخاصةً لدى الأطفال دون سن الخامسة. وهو خطير بشكل خاص على من يعانون بالفعل من حالات صحية أو مضاعفات أخرى. ورغم أنه مرض قاتل محتمل، إلا أنه يمكن الوقاية منه باللقاحات، وهي الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من انتشاره والسيطرة عليه. فالتطعيم لا يحمي الفرد فحسب، بل يساعد أيضًا على بناء مناعة المجتمع، وهو أمر بالغ الأهمية في منع تفشي الأمراض.
ويعيش الكثير من اليمنيين في قلق بالغ مع إصابة أطفالهم بالحصبة وتدهور صحتهم، ويكافح الكثيرون للحصول على الرعاية الصحية.
وفي ظل الزيادة المستمرة في حالات الحصبة في اليمن خلال الأشهر القليلة الماضية، تقدم منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الطبية التي تشتد الحاجة إليها للأطفال المتأثرين بالمرض في ذمار منذ أوائل أبريل 2025.
وقالت أطباء بلا حدود إن فريق الطوارئ المتنقل يعالج حاليًا المرضى في جناح العزل بمستشفى الوحدة التعليمي الجامعي بمعبر، الذي يتسع لـ 40 سريرًا.
كما يقدم الفريق استشارات طبية مجانية من خلال ثلاث عيادات متنقلة تجوب ست مديريات في المحافظة. ونظرًا للصعوبات التي يواجهها هؤلاء المرضى في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، يعمل الفريق أيضًا على توفير خدمات الإحالة ونقل المرضى من العيادات المتنقلة إلى مركز العزل ونقل الحالات الشديدة من مركز العزل إلى مراكز طبية أكثر تقدمًا.
وشددت المنظمة التي تتخذ من سويسرا مقرًا لها على أن تفشي مرض الحصبة في المحافظات اليمنية، ومنها ذمار، يذكّر بأهمية التطعيم وضرورة الاستعداد للتدخل الطبي السريع في أوقات الأزمات، وضرورة تعزيز الإجراءات الوقائية والمشاركة المجتمعية ومعالجة الحالات.
وذكرت أطباء بلا حدود في تقريرها أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها فرقها، إلا أن حجم الاحتياجات يتطلب تضافر الجهود واستجابة شاملة ومنسقة من جميع الجهات الفاعلة في القطاع الصحي لمنع تدهور الوضع الراهن. وأكدت أنها لا تزال ملتزمة بدعم النظام الصحي في اليمن وتوفير الرعاية الصحية للمحتاجين في مختلف المناطق.