محلي

للتأمل وشيء من اليقين.. تتبع عابر للتآمر على اليمن (١-٣)

وسام عبدالقوي

|
قبل 3 ساعة و 19 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ربما علينا اليوم أن نستعرض فيما يشبه التذكير لبعض المواقف والأحداث التي تحدثنا عنها سابقا، وهو تذكير الغرض منه إثبات وجهة نظر كثيرا ما أشرنا إليها منذ أكثر من عام في عدد من المقالات والكتابات السابقة، وتدور حولها معظم تلك الكتابات والمقالات، ولعل في مقدمة وأولويات تلك الأفكار، فكرة السيناريوهات التي تصاغ لأحداث المنطقة والعلاقات القائمة فيها، وتحديدا العلاقات المشبوهة، والمتضاربة في هيئاتها وصورها من جهة، ثم في تحولاتها والأحداث المرتبط بها من جهة أخرى.. وتحديداً تلك العلاقات التي لا تبدو كما هي في حقيقتها.. 

ولكي لا نغوص عميقا في الزمن وارتباطات الأحداث الكثيرة والمتداخلة فيما بينها.. ربما يمكننا البدء من أحداث غزة تقريبا كحد أقصى.. وهنا نتذكر أننا فوجئنا ذات ليلة بعد بدء الموعد المشئوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣م بأسبوع تقريبا، الإعلان عن هجوم على إسرائيل من قبل الحوثيين..!! في خبر صادر عن القوات الأمريكية في المنطقة، وقد كان خبراً مهتكاً وغير دقيق في معظم معلوماته وصفاته، حتى على مستوى السلاح المستخدم، والذي وصف بأنه صواريخ كروز، وهي منظومة صواريخ هجومية طويلة المدى، لا تمتلكها قوات الحوثيين، ولم يسبق أو يلي أن أشيع استخدامها من قبلهم..!!

ثم تأكد الأمر من رد فعل جماعة الحوثيين أو بالأصح عدم وجود رد فعل أو تعليق من قبل الحوثيين أنفسهم لبضعة أيام..!! ولا يخفى على أحد منا أن الحوثيين أبعد ما يكونون عن التحفظ على أخبار كهذه، وهم الذين كانوا ولا يزالون حتى اللحظة، في أمس الحاجة لأن ينقذوا أنفسهم بمبرر يبقي سلطتهم الانقلابية، خصوصا وأنهم كانوا يومها في موقف لا يحسدون عليه، وبدأ الناس في الداخل والخارج يضيقون من انقلابهم ويحصرونهم في زوايا ضيقة، في مقدمتها استحقاقات المواطنين وموظفي الدولة من طرف، وبشاعة استغلالهم للأوضاع المنهارة، وفرض الجبايات الكبيرة والموجعة على المواطنين والتسلط القذر الذي يرعبهم ويهدد أمنهم واستقرارهم..

لقد كان مجرد إعلان خبر استهداف أو محاولة استهداف الحوثيين لإسرائيل، بمثابة حبل نجاة، لم يعرف الحوثيون أنفسهم من أين ألقي إليهم لينقذهم وهم في طور مرحلة غرق وشيكة وقادرة على سحبهم إلى أعماق محيط مظلم، سيتكفل دون شك بإنهاء انقلابهم والقضاء عليهم وربما سحقهم في أسرع وقت، إن لم يكن بتصرف ومبادرة قوى الشرعية فتحت أقدام الشعب، الذي بدأ حينها يتململ ويعلن عن غضبه ورفضه للانقلاب.. ولم تمر بضعة أيام حتى بدأ الحوثيون يناورون الداخل والخارج بموضوع مهاجمة إسرائيل، ويستعيدون مكانهم ومكنتهم، متكئين على القضية الفلسطينية كحبل نجاة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية