آراء

ليست حربنا ولكنها فرصتنا..!! (١-٢)

وسام عبدالقوي الدبعي

|
03:24 2025/04/17
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ما يجب إعادته وتكراره للتأكيد عليه والتنبيه بخصوصه، هو أن حرب ترامب على جماعة الحوثيين، ليس لأنها جماعة انقلابية أو إرهابية، وليس لأن الشعب اليمني يعاني منها ويذوق الويلات تحت سلطتها المختطفة.. وإنما هي حرب غايتها الأولى والأخيرة لا تخرج من دائرة المصلحة الأمريكية وبسط وتقوية نفوذها في المنطقة، وتوجيه رسائل ليس فقط لإيران التي تدعم الجماعة، كما قد يعتقد الكثيرون، أو كما أصبح يظهر في الصورة العامة، في خضم ما يشاع أو يراد لكل العرب أن يفهموه، ضمن صراع وجودي مع إيران..!! إنها حرب أبعد ما تكون عن وصف الحرب المتعارف عليها، أقرب من كونها خطوات في مشروع استيطاني وابتزازي أمريكي موجه لأنظمة المنطقة العربية عموما وفي مقدمتها الدول النفطية الأغنى، التي يستهدف ترامب، بعقليته الاقتصادية الجشعة، ثرواتها ومقدراتها..

لا بد من الإدراك أن حرب ترامب ليست حربنا ولا تمت لحربنا وغايتنا بصلة على الإطلاق، والقضاء على الجماعة أو إنهاء انقلابها ليس واردا لا من قريب ولا من بعيد في الحسابات الأمريكية في المنطقة، بل على العكس فليس من صالح الأمريكان تلاشي هذه المليشيا، أو انكفاء دورها، في وقت هي في أمس الحاجة إليها كعنصر من عناصر زعزعة أمن المنطقة، وسبب تهديد لأنظمتها، وفي مقدمة تلك الأنظمة النظامان السعودي والإماراتي، واللذان ينام ترامب ويصحو وثرواتهما نصب عينيه ووجهة أطماعه.. وبقاء جماعة الحوثي الإرهابية بالقرب من هذين النظامين وتحريضها المستمر عليهما ومعاداتهما، واحد من عناصر اللعبة التي يؤديها الأمريكان في المنطقة.. خصوصا وأن التهديد بإيران والذي استمر لأكثر من عشرين عاما، أصبح ممجوجا ومملاً ومكشوفا في معظم الأحيان..

وحتى لا يأخذنا الحديث ونتشعب أكثر نعود للتنبيه بأن جماعة الحوثي لن تتلاشى ولن يسمح الأمريكان بذلك، بل على العكس قد تنجز أمريكا أهدافها من حربها على الحوثي والمتمثلة في إحداث المزيد من القلق الأمني للبلدان المجاورة، وتحسين عوائد ما يظهر على أنه حوار مع إيران، وتتوقف عن هجماتها المزعومة على الحوثيين.. ولنا أن نتخيل الموقف الذي ستغدو عليه هذه الجماعة التي ستظهر وكأنها حققت انتصارا تاريخيا، لم تتمكن من إنجازه الصين وروسيا والشرق الأقصى مجتمعاً.. وهنا لنا أيضا أن نتخيل الموقف القوي والمتعالي للمليشيا ليس على مستوى اليمن وحسب، وإنما على مستوى العالم العربي والإسلامي باعتبارها المقاومة التي لم تستطع أمريكا أن تتخلص منها أو تقهرها..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية