آراء

في انتظار اللحظة الفارقة...

وسام عبدالقوي

|
01:34 2025/04/16
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بضعة مسلحين من أبناء محافظة الجوف ينقضون على موقع للحوثيين بمديرية سفيان، وهي مديرية بمحافظة عمران ومحاذية للجوف.. قام أولئك المسلحون بتحرير أحد أبناء محافظتهم من يد العصابة، التي تتحفظ عليه منذ فترة بتهمة قتل، ومع ذلك لم تقم بإرساله للجهات القضائية المختصة.

 الأهم في الأمر أن هذا الموقع كان في عيون الناس وبالذات أبناء محافظة عمران مهيباً ومخيفاً، وكان يعتبر من أكثر مواقع العصابة الانقلابية في عمران شهرة، وأولها أهمية باعتبار موقعه الجغرافي الاستراتيجي، ويذكر أن مجرد المرور من جواره كان مخيفا للمواطنين، لما يتردد حول تجهيزاته وعتاده والقوة الضاربة التي بداخله..!!

كل تلك الهيبة والمخافة التي تصنعها المليشيا لنفسها وتبثها في قلوب المواطنين، تحولت إلى غبار بعد ذلك الهجوم الذي قام به المسلحون، وإخراجهم مواطنهم من ذلك الموقع.. والمسألة الأكثر إثارة أن عملية الإخراج تلك حدثت بعد هجوم شرس على الموقع، جعل كل من بداخله يواجهون الموت رعبا وفرارا وتظاهراً بالنوم والموت، وكأن جيشا عظيما هو الذي هجم عليهم، وليسوا مجرد مجموعة من الشباب متسلحين ببنادق الكلاشينكوف الخاصة بهم..!! ويذكر شهود عيان أنهم شاهدوا عددا كبيرا من مسلحي الحوثي التابعين للموقع وهم يفرون جبناء بعيدا عن الموقع بعد سماعهم تبادل إطلاق النار..!!

هذا الرعب ومثله الخواء والضعف لدى مسلحي الجماعة في هذا الموقع، هو ما ينطبق على سواهم في كل المواقع التابعة للعصابة الإرهابية، على امتداد المناطق التي احتلوها بعد انقلابهم، وهناك شواهد وحكايات مشابهة كثيرة انطلقت من مناطق عدة في عمران وصنعاء وإب وتعز، وتعكس في مجملها ضعف هذه العصابة وشدة رعبها من أي تحرك قد يحدث ضدها، ويفضح الكثير من الحقائق التي تحاول المليشيا خنقها بالتهديد والوعيد لأبناء الشعب هنا وهناك.. إلى حد أن مثل هذه الأحداث قد أصبحت مادة للتندر بين الناس في المدن والأرياف وخاصة الرافضين للمليشيا وانقلابها، أولئك الذين يحزنهم حقا أن تكون الدولة بمنأى عن أن تخلص البلاد من شر هذه العصابة وانقلابها..!!

مع العلم أن هناك قبائل ومواطنين في كل شبر من أرض الوطن ينتظرون فقط إعلانا أو إشارة من قبل الدولة/الشرعية أو حتى نية صادقة في التوجه للتخلص من الانقلابيين، ليكونوا الداعم الأول وينضموا في أوائل الصفوف لمقاتلة الانقلابيين والتخلص منهم.. وعلى الرغم من مرور عشر سنوات على ذات الحال لم يفقدوا الأمل في التحرك الوطني الجاد، الذي يجب أن يكونوا في أنساقه، والذي سيكون مشروعه الأساسي هو اجتثاث هذه العصابة الإجرامية القذرة.. نعم هناك نوع من الخذلان ذلك أمر لا يمكن إنكاره، ولكنهم لا يزالون يشعرون أن هناك لحظة فارقة قادمة، ولا بد من أن يكونوا جزءا منها.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية