محلي

اليمن كمسرح لجريمة دولية..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 8 ساعة و 35 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

حتى العام الخامس أو السادس من بداية الانقلاب، لم يكن ليخطر في بال عاقل أن جماعة الحوثي الإرهابية ستكون على ما هي عليه اليوم من مكنة وأمان واطمئنان، خصوصاً وأنها أي المليشيا الانقلابية، لم تكن في القوة ولا القدر اللذين يسندانها لتواجه قوة وقدر الشرعية وما كان يمكنها أن تفعله، لتخلِّص البلاد والعباد من هذا الانقلاب، ومن هذه العصابة الإجرامية، التي استخدمت ولا تزال تستخدم كل وسائل الابتزاز والإرهاب، لتقوي حضورها وتعزز مكانها، دون وضع أية اعتبارات للشعب ولوحدة واستقرار البلد، هذين الطرفين اللذين يحتلان محل الضحية منذ البداية وحتى الآن.

عقلياً ومنطقياً.. لو أن أحداً قال لنا، قبل ثلاثة أو أربعة أعوام أو ما يزيد عن ذلك، أن الحوثيين سينعمون ما ينعمون به اليوم من أمان وسيطرة وتمكن من السلطة واستغلال للشعب بكل هذه الأريحية، على الأرض وفوق طاولة الأزمة، والاحتكام على موقعها القوي كطرف فيها، لافترضنا بسهولة ودون تردد، جنون وغباء من يطرح طرحاً كهذا ويتوقع حالاً كهذا الحال الذي وصلنا إليه، ووصلت إليه أوضاع الأزمة.. هذه الأزمة التي يفترض الآن والآن تحديداً أن تساورنا الشكوك والاحتمالات السيئة تجاهها وتجاه كل من يقف وراءها، خصوصاً وأن الوضع الذي صارت الأمور إليه، أصبح يشي بل ويصرح بوجود لعبة قذرة، ضلوع الخارج فيها أهم وأسبق من كل الأطراف الداخلية وحتى الإقليمية..!!

إن وصول الجماعة الإرهابية والانقلابية لما هي عليه اليوم، وتجاوزها موقعها الداخلي، لتصبح شأناً إقليميا ودولياً، لم يكن مستحيلاً وحسب، بل هو أبعد من المستحيل، ولكن حين يقال أن السياسة فن المستحيل، وأنها بأبعادها وحساباتها الظاهرة والباطنة كفيلة بتبسيط المعقد وتعقيد الممكن، فذلك حقاً من أصدق ما يقال ويعتقد.. وبناء على ذلك فهل من المتوقع والمعقول أن تكون هذه الجماعة ضليعة ومتمكنة في إدارة العمل السياسي إلى هذا الحد من القوة والكمال..؟!

بالتأكيد أن ذلك مستبعد تماماً، وكثيرة هي الإشارات والحقائق، بل والأخطاء الفادحة التي يرتكبها المجرمون المنقلبون، والتي تؤكد صفرية موقعهم وقدراتهم سياسياً.. وكل ذلك صار مما يؤكد، دون ذرة شك، على أن وراء هذه الجماعة وخلف كواليس هذه الأزمة ما وراءها من الأسرار، التي ربما باتت تلوح اليوم علاماتها، والتي بالنظر للواقع لن يمضي وقت طويل حتى تنكشف حقائقها، موجهة أصابع الاتهام صراحة إلى أمريكا وبريطانيا وربيبتهما إسرائيل، هذا المثلث الخطير الذي نجح في أن يجعل له أيدي واصلة عبر التنظيمات الإرهابية والجماعات والمليشيات في المنطقة، تدير وتنظم من خلالها مسرح الفوضى الكائن اليوم.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية