آراء

استهداف العرب.. مشروع اسرائيلي إيراني مشترك

وسام عبدالقوي

|
12:09 2024/06/24
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

دائماً ما تفر إيران من المواجهة الفعلية المباشرة لخصومها في المنطقة، وراء ما تفتعله من محاولات إثارة لقضايا ومشكلات حساسة في المجتمع العربي. ولكن عبر أدواتها وأذرعها في المنطقة من مليشيات وجماعات إما متمردة أو انقلابية أو خارجة عن القانون في أحسن الحالات، غير متراجعة ولا متنازلة عن مشروعها الاستعدائي والتخريبي الذي يحاول استهداف الأنظمة العربية من خارجها ومن داخلها أيضاً.. ولا تيأس أبداً من تنفيذ خططها الماكرة متقنعة بقضايا قومية وإقليمية، في محاولة منها لاستمالة مشاعر وعواطف الشعوب، مثل القضية الفلسطينية التي كثيراً ما زايدت وادعت تحت عنوانها..

ورغم محدودية مكاسبها في كل مرة، إلا أنها تؤمل أن يتحقف لها الحلم وتضرب ضربتها القاصمة بإثارة الفوضى الشاملة في أوساط الشعوب وإسقاط الأنظمة التي تقف في وجه مشروعها التخريبي.. وهذا ما يثبت ويؤكد أن استهداف العرب مشروع مستدام وقضية أساسية لدى هذا النظام أو هذا العدو المتربص، ويظل هذا المشروع هدفاً لا يمكن التراجع عنه، وتظل محاولات تنفيذه دائمة، وكلما فشلت محاولة لا تؤدي لإثباط بقدر ما تشكل حافزاً وتحدياً جديداً لمحاولات أكثر جرأةً ودقةً.. لذلك فإن أي استسلام أو تراخ وعدم مبالاة تجاه هذه المحاولات وهذا المشروع عموماً، هو إذعان وانهزام، وبالتالي دعم لتنفيذ إيران مشروعها التخريبي في المنطقة..

إن التعامل الجاد والمتأهب والحذر من قبل أنظمة المنطقة كاملة وأجهزة أمنها مع هذا المشروع، هو ضرورة قومية، لأن الجميع في المنطقة دون استثناء هم أهداف مباشرة لهذا المشروع المعادي للقومية العربية عموما، ومن لم يصبح هدفاً في الوقت الراهن، فبالتأكيد أنه مدرج في قائمة الأهداف المستقبلية على المديين القريب والبعيد.. فلن يطمئن بال الإيرانيين الفرس أبداً ما دام هناك أنظمة قوية يمكنها مقاومته، وما دام هذا العدو قوياً ولديه قدرات على اختراق الأنظمة والنيل منها، خصوصاً البلدان ذات الأنظمة غير المستقرة، أو التي تعتمل بداخلها حركات سياسية متأججة تحاول النيل من السلطات والإطاحة بها، بأي شكل من الأشكال، وإن كلفها ذلك التآمر والتحالف مع الشيطان ذاته..!!

وللتأكد من ذلك لا يتطلب الأمر منا سوى النظر في الأحوال التي صارت إليها بعض بلدان المنطقة مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهي دول صار الحضور الإيراني فيها معلنا عبر جماعات وعصابات تدين بولاء خياني عائب، كالحوثيين هنا في اليمن وحزب الله في لبنان على سبيل المثال لا الحصر..  ولا يخفى عنا في هذا السياق ما صار إليه حال إخواننا الفلسطينيين في غزة مؤخراً، ولا يغيب عن الأذهان أبداً عدم استبعاد وجود تعاون كبير بين إيران وإسرائيل، هو ما يقف وراء أحداث غزة، على اعتبار أن العرب دولاً وأنظمة وشعوباً هم عدو مشترك للطرفين، وبالتالي فإنهما يطبقان فكرة (عدو العدو صديق وحليف)..

ولو  دققنا وتتبعنا خيوط وأدلة كل عملية استهداف معروفة أو مجهولة تجري بحق العرب تحديداً، فإننا سنجد، بطريقة ما في نهاية أو طرف كل خيط من هذه الخيوط، هذين العدوين الشرسين والقذرين (إسرائيل وإيران) ماثلين وحاضرين هناك، والأكثر بعثاً للاستغراب والذهول أن الأمر يصل أحياناً إلى أن الاستعداء الإيراني والحقد الفارسي تجاه العرب، بالنظر للمؤامرات والعمليات الاستهدافية على أرض الواقع، يتجاوز كثيراً ماهو لدى الاسرائيليين..!! وهنا يأتي باستمرار التأكيد والإصرار على ضرورة الحذر من المشروع الإيراني الفارسي تجاهنا كعرب، ومواجهته بكامل قوتنا الممكنة، والحذر منه بقدر حذرنا من الصهاينة إن لم يكن أكثر، ما لم فلا نلم أنفسنا، حين نجد أنفسنا وقد وقعنا فرائس لا حيلة لها بين فكي هذا العدو القذر.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية