آراء

جريمة بلا عقاب

نوح إدريس

|
12:04 2024/01/22
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يؤرخ يوم الجمعة الأولى من شهر رجب لحدثين مهمين في ذاكرة اليمنيين لا يمكن مروره سنويا  دون استحضارهما  .
الأول يعود للسنة التاسعة للهجرة 628م مناسبة الدخول في الإسلام . توارث اهل اليمن الاحتفال بها منذ مايزيد عن 1400 عام  .
أما الأخير فقد أخذ منذ وقوعه في 2011م منحى كارثيا ما يزال الشعب يعاني آثاره ويعيش انهياراته المتلاحقة  إلى اليوم.
حملت جريمة الجمعة الأولى من رجب العام ١٤٣٢ هجرية 2011م الأدلة الدامغة للإرهاب المنظم الممول وبصمات التنفيذ للمرحلة الاولى من مخطط تدمير الدولة اليمنية. 
في ظهر ذلك اليوم اثناء تأدية رئيس الجمهورية الأسبق الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح رحمه الله  وكبار قيادات الدولة الصلاة انهال قصف بوابل من القذائف على مسجد دار الرئاسة اضافة الى انفجار عبوات كانت أيادي الشر زرعتها داخل المسجد بهدف تصفية حياة الرئيس ومن معه .
جريمة دبرت بإحكام في كامل التفاصيل إذ التهمت نيران الحقد والإرهاب والتطرف أجساد الحاضرين
وادت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى .
بفضل من الله ولطفه على عباده قدر للرئيس علي عبدالله صالح النجاة من الموت وعدد من كبار مسئولي الحكومة ممن ظلوا لسنوات يخضعون للعلاج والعمليات الجراحية المعقدة .
رغم الجراح العميقة في الجسد فإن الرئيس حرص على ألا تنعكس تداعياتها على مستوى الوطن الواحد الموحد  .
انطلاقا من شعور المسئولية كان أول من تداعى لطمئنة الشعب والاطمئنان على البلاد " إذا أنتم بخير فأنا بخير " . 
وجه بعدم إطلاق رصاصة واحدة قائلا كلمته الفصل التي افشلت سيناريو ما بعد العملية الارهابية .. إدخال البلاد في أتون حرب طاحنة سواء بدافع الرد المشروع والمباشرعلى المنفذين ومن يقف وراءهم أو في محاولة هؤلاء المتأمرين استكمال مخططهم الشنيع  باستغلال فوضى الأحداث للانقضاض على الحكم وفي كلتا الحالتين كانت ستؤدي الى نهر من الدماء لولا حكمة الزعيم علي عبدالله صالح رحمه الله . 
ونحن في السنة الثالثة بعد العاشرة من ابشع جريمة إرهابية شهدها اليمن يحز في النفس أن ملفات التحقيقات والمحاكمة ما تزال بفعل أكثر من فاعل حبيسة الادراج كما أن الجناة خارج قضبان العدالة حيث قامت ميليشيا الحوثي بإطلاق سراح عدد من المتهمين الرئيسيين في القضية في إطار صفقة مشبوهة مشينة .
بالتاكيد سيظل جمعة رجب شاهدا على قبح الإرهاب وبشاعته مهما حاولت بعض القوى طمس ملف القضية التي هزت اليمن ووصفت عالميا بجريمة القرن.
كما لا يمكن لأي وسائل ترهيب وتخوين ميليشياوية أن تمنع الشعب من إدراك حقيقة غياب صوت العقل وفعل الحكمة وهم يشاهدون أن كل ما حذر منه الزعيم وعمل طوال حياته على تجنيب اليمن الانزلاق فيه يحدث في الوقت الراهن كأمر اعتيادي مسلم به حيث تمزقت الأيادي وضاعت البلاد وسفكت دماء المواطنين الأبرياء وماتت العدالة وعاش القتلة .

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية