محلي

مدارس ما يسمى شهيد القرآن.. بدعة حوثية فاضحة لتفخيخ الاجيال وتدمير المجتمع

أبو بهاء الصليحي

|
01:23 2023/08/10
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تمخض الفأر الحوثي ليلد مدارس ما تسميه الميليشيا بشهيد القرآن، كأحدث ما انتجته العقلية الرجعية لخدمة الإنسانية ورفد العلوم الحديثة بالمقلوب.. ففيما مواطنو مناطق سطوة الميليشيا الحوثية ينتظرون أن تبني مدرسة حكومية واحدة؛ خرجت عليهم الميليشيا المدعومة من إيران بمدارس تعبوية مجانية تغيض بها فقراء المدارس، وتمزق واحدية التعليم في اليمن

منذ دخولها صنعاء بقوة السلاح تعمدت الميليشيا الحوثية حرمان مدارس الدولة وتركتها في حالة يرثى لها، بلا دعم حكومي ولا تطوير؛ ولا مرتبات ولا تعليم مجاني، لتجبر أجيال اليوم على الهروب من التعليم العام الذي يوحد اليمنيين إلى حواضن عقائدية ومدارس تعبوية انشأتها من موارد الدولة وضرائب المواطنين وزكواتهم ولقمة عيشهم 
تحاول الميليشيا الحوثية استغلال بؤس المناطق الفقيرة كمحافظة ريمة، وعجز الناس عن تحمل نفقات التعليم التي أصبحت باهظة بسببها، فبعد ان ظل التعليم مجانيا بالكامل منذ قيام الثورة السبتمبرية الاكتوبرية، فرضت الميليشيا رفع رسوم المدارس؛ وشراء الكتب، ورسوم مشاركة- الف ريال شهريا على كل طالب بحجة تعويض مرتبات المعلمين، لتنهب اكثر من مليار ريال شهريا من رسوم المشاركة، وعشرة مليارات من بيع الكتب للترم الواحد.
اليوم وبعدما انتجت بؤسا شاملا تحاول اغراء الطلاب لترك التعليم العام والالتحاق بمدارس حوثية توفر تعليما مجانيا، من الرسوم والكتاب، الى قاعات بأحدث التقنيات، وملعب رياضي؛ وسكن بأحدث التجهيزات، ومطابخ مجانية.. في خطوة صادمة اثارت سخرية شعبية واسعة، حيث علق تربويون بأن الحوثية ربما تحن لعصور الامامة وزمن المعلامة ومدرسة العلوم المتخلفة، حين كان الطلبة يفترشون الارض ويتعلمون بطرق بدائية في عصر المدارس الحديثة والاكاديميات العلمية!
نموذج خادع لمدارس رجعية لا جديد فيها سوى تجهيزاتها، فيما عقليتها وبرامجها تكرس طائفية مقيتة وتعبئة طائفية وغسل الأدمغة الصغيرة بثقافة مدمرة للتعايش، بغرض بناء جيل جهادي يأتمر بأمرها، على غرار جيل المفخخات والاحزمة الناسفة الذي تبنيه التنظيمات الارهابية كالقاعدة وداعش وغيرها.. وهو ما تكشفه شروط الالتحاق بمدارس ما يسمى شهيد القرآن، حيث تركز على استقطاب الصغار من عمر 15 عاما- حملة الشهادة الاساسية، وتشترط ان يجتاز الطالب اختبار القبول، وهو مالا يُشترط سوى في المرحلة الجامعية، ولا يعني سوى اختبار ولائه لمعتقداتها.. والاعجب من ذلك اشتراط التفرغ للدراسة طيلة ثلاث سنوات، وهو مالا يُشترط حتى في خدمة التجنيد، مايعني اخضاع الملتحقين لفترة تعبئة وغسل أدمغتهم ودورات مغلقة معزولين عن العالم، لهذا وفرت سكنا مجانيا، في حين يستحيل ترك المراهق لمدة كهذه بعيدا عن اُسرته، لاحتمال تعرضه لأي مخاطر أو استغلال.. وأخطر الشروط ان يكون مستعدا للعمل ضمن برامج وخطط هذه المدارس، ما يعني الزامه بأعمال قتالية وشحن تعبوي لا علاقة له بالتعليم.
خطوة اعتبرها مراقبون متخلفة وتذكر اليمنيين بجناح الاخوان عندما انشأ في بداية الثمانينات معاهد علمية مؤدلجة خارج نطاق التعليم العام لبناء جيل متطرف، ومع قيام الوحدة استشعرت الدولة خطر الازدواج التعليمي على التعايش فأغلقت تلك المعاهد، ووحدت التعليم لحماية الاجيال من الغلو والتطرف.. وفيما ضج الحوثيون واشعلوا الحروب بسبب انشاء مدارس سلفية في صعدة، واعتبروه اعتداء على ما يسمونه معقل الزيدية، يسعون اليوم لفرض مدارسهم الطائفية بديلا لمدارس الدولة!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية