محلي

ميليشيا الحوثي تعترف بانتشار عمالة الأطفال في مناطق سيطرتها

صنعاء -اليمن اليوم -خاص

|
09:17 2023/06/13
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

اعترفت الميليشيا الحوثية الموالية لإيران بانتشار ظاهرة عمالة الأطفال في مناطق سيطرتها، لتتجاوز نسبتها أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب التي اندلعت أواخر مارس عام 2015 والتي أنتجت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وتسبّبت الحرب التي أشعلتها الميليشيات الانقلابية في انتشار الفقر والبطالة وانعدام الأمن الغذائي والتضخّم وتراجع العملة الوطنية وتردّي الخدمات وحرمان موظّفي الدولة من رواتبهم والمتقاعدين من معاشاتهم، ما فاقم من معاناة الأطفال وانخراط الآلاف منهم في سوق العمل، وتجنيد آلاف آخرين في جبهات القتال ونقاط التفتيش وحراسة المعسكرات والمنشآت الأمنية والعسكرية.

 

ونقلت وكالة سبأ (التي تديرها الميليشيات) عن تقرير أصدرته إحدى المنظّمات الموالية لها بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال (12 يونيو من كل عام) أن عدد الأطفال العاملين بلغ 7.7 ملايين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً، ويشكّلون 34.3% من إجمالي السكان في اليمن، بينهم 1.4 مليون طفل محرومون من أبسط حقوقهم.

 

ويبلغ عدد الأطفال العاملين في اليمن بحسب آخر بيانات مسجّلة قبل الحرب نحو 1.6 مليون طفل.

 

ويعد العمل الجبري وتوظيف الأطفال جبراً لاستخدامهم في النزاعات المسلّحة أسوأ أشكال عمل الأطفال المطلقة.

 

وعمالة الأطفال هي أعمال تضع عبء ثقيل على الأطفال وتعرّض حياتهم للخطر، ويوجد في ذلك انتهاك للقانون الدولي والتشريعات الوطنية، فهي إما تحرم الأطفال من التعليم أو تتطلّب منهم تحمّل العبء المزدوج المتمثّل في الدراسة والعمل.

 

وكشف تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن (لجنة العقوبات) في تقرير قدّمه إلى مجلس الأمن الدولي أن الحوثيين جنّدوا ودرّبوا 1201 طفلاً خلال الفترة بين يوليو 2021 وأغسطس 2022.

 

كما جنّدت الميليشيات الأطفال في صنعاء وصعدة وعمران وإب وتعز وحجّة وريمة وذمار. وأوضح التقرير أن الحوثيين استخدموا الأطفال لجلب الإمدادات إلى المقاتلين، وكان بعضهم يشارك بشكل مباشر في القتال، ولم يكن جميعهم يتلقون راتباً أثناء عملهم لدى الحوثيين. وذكر التقرير أن الجيش اليمني قبض عام 2020 على 200 طفل في ساحة المعركة، بينهم 13 طفلاً في مأرب، إذ أعيد معظمهم إلى أسرهم وأحيل بعضهم إلى منظّمات غير حكومية.

 

وتلقّي الفريق الأممي معلومات عن بعض الأطفال الذين يشتبه في أنهم يعملون لصالح الحوثيين والذين احتجزوا بين عامي 2018 و2020 في مأرب.

 

كما كشف الفريق معلومات عن 75 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً جنّدهم الحوثيون وقتلوا في ساحة المعركة في عام 2020 في محافظات عمران والبيضاء وذمار وحجّة والجوف والمحويت ومأرب وصعدة.

ويواصل الحوثيون التلقين العقائدي والتجنيد، وفي بعض الحالات التدريب العسكري للأطفال في المخيّمات الصيفية لاسيّما في محافظتي صنعاء والحديدة، واستخدام الأطفال كمقاتلين. وحدثت هذه الانتهاكات على الرغم من توقيع الحوثيين خطة عمل مع الأمم المتحدة في 18 أبريل 2022 للقيام في جملة أمور بإنهاء ومنع تجنيد الأطفال واستخدامهم في قواتهم.

 

وتحقّقت الأمم المتحدة خلال الفترة ما بين مارس 2015 ونوفمبر 2022، من أن أكثر من 11 ألف طفل قد قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة. كما تم تجنيد أكثر من أربعة آلاف طفل، ووقع أكثر من 900 اعتداء على المرافق التعليمية والصحية أو تم استخدامها لأغراض عسكرية، الأمر الذي من شأنه أن يحول دون إدراك حقوق الأطفال الأساسية في الحصول على خدمات صحية وتعليمية مأمونة ومناسبة.

 

وقالت منظّمة "اليونيسف" إن ثماني سنوات قاسية من النزاع دمّرت حياة الملايين من الأطفال في اليمن وخلّفت وراءها 11 مليون طفل ممّن هم بحاجة للحصول على شكل أو أكثر من أشكال المساعدة الإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية