تراجع سعر صرف الليرة التركية بأكثر من 7% اليوم الأربعاء، لتبلغ أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار، بعد أن تجاوز سعر الليرة التركية نحو 23 للدولار الواحد.
وهوت الليرة لمستوى قياسي جديد لتواصل الخسائر التي تتكبدها منذ إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان تشكيلة حكومته مطلع الأسبوع بعد الانتخابات التي جرت الشهر الماضي.
وانخفضت الليرة التي تتعرض لضغوط وسط طلب قوي على العملات الأجنبية لتصل خسائرها بذلك منذ بداية العام وحتى الآن إلى أكثر من 15.5%.
وكان أدنى مستوى قياسي سابق للعملة التركية هو 21.8 ليرة لكل دولار سجلته قبل أيام.
وقال رئيس أكاديمية تريدر ماركتس الأميركية عمرو عبده، في مقابلة مع قناة "العربية"، إن الليرة التركية تسجل كل يوم تقريبا مستوى قياسيا متدنيا جديدا، وتوقع أن تواصل الانخفاض حتى بعد تعيين وزير مالية جديد وتصريحه بالاتجاه إلى تبني سياسة مالية ونقدية تقليدية.
وذكر أن السبب في تراجع الليرة التركية يعود إلى الجهد الكبير من الحكومة التركية قبل الانتخابات الرئاسية للحفاظ على سعر العملة المحلية في ظل اتجاه المركزي التركي لشراء الذهب، وكانت تركيا أكبر مشتر للذهب العام الماضي.
و"في مارس الماضي باع المركزي التركي 15 طنا من الذهب، وفي أبريل 81 طنا، لتلبية الطلب الداخلي الكبير على الذهب وتجنب اللجوء لاستيراد مزيد من الذهب من الخارج، وهو ما يضيف مزيدا من الضغوط على الليرة، لأن النفط والذهب هما أهم بندين مؤثرين في الميزان التجاري"، وفقا لعبده.
وقال إن قرارات "أوبك بلس" بالإبقاء علي تخفيضات الإنتاج الطوعية ربما ستبقي أسعار الطاقة مرتفعة، وهو أحد عاملي الضغط الرئيسيين على الليرة التركية، لأن النفط لن تتراجع أسعاره.
وأشار إلى أن انحسار التضخم في تركيا يقلل فرص البنك المركزي في رفع الفائدة وبالتالي ستظل الليرة التركية معرضة لمزيد من الضغوط والتراجع.