رغم التشظي والخلافات والانقسام وانعدام القيادة الموحدة، إلا ان حزب المؤتمر الشعبي العام ظل ويظل هو السواد الأعظم والقاعدة الكبيرة والمسار المناسب والأقرب الذي يعول عليه لإنقاذ اليمن وتحقيق تطلعات الشعب اليمني لاستعادة الجمهورية إلى صنعاء مصحوبة ببناء دولة قوية.
وما حدث لحزب المؤتمر دلالة على ارتباطه بما حدث للوطن من حالة اللاستقرار والانقسام .
وهذا يعني ان هذا الحزب ولد من رحم التربة الوطنية ومرتبط بمصير الوطن يتعافى مع تعافيه ويعاني من معاناته.
المؤتمر بمفهومه الاجتماعي الشعبي، ونهجه الميثاقي الوطني، هو الأنسب والأقرب للبيئة اليمنية.
ففكره الصافي النقي لا يتعارض مع المصلحة الوطنية والفطرة الدينية ، وبفتح أبوابه للجميع من عامة الشعب بدون تأطير تنظيمي يمر بمراحل منهجية فكرية ، جعله الملاذ والحضن المناسب لاحتواء قاعدة الشعب الكبيرة.
وبمادئه الدينية من الوسطية والاعتدال وقيم التسامح والمحبة والتعايش المستمدة من الإسلام لتجسيدها في نظام الحكم وعدم تأثره بالأفكار المستوردة جعلته لا يتعارض مع ديننا الإسلامي الحنيف.
أيضاً المؤتمر هو الأقرب للمكونات السياسية الأخرى ، فبإيمانه بالتعددية السياسية والقبول بالآخر يجعله قابلاً للأطراف السياسية الأخرى للشراكة والتحالف والاجتماع على طاولة المصلحة الوطنية وفق إبداء نوايا صادقة وتوحد جاد قائم على أسس جمهورية ومناخات شورية ديمقراطية.
كما يعتبر هو الحزب الذي يقبل الرأي والرأي الآخر ويفتح المجال بشكل واسع للنقد والانتقاد سواءً لمؤيديه أو معارضيه.
النظرة الإيجابية للمؤتمر وفق ثلاثة انقسامات وعدة تكتلات ، انقسامات أفرزتها الأحداث وتكتلات أوجدتها القيادات.
القسم الأول وقف ضد الحوثي منذ بداية المعركة وهذا القسم شكل ظهور إيجابي منذ البداية أبرز أن لحزب المؤتمر وجود ايجابي أيضاً.
القسم الثاني تحالف مع الحوثي ثم اختلف معه وانتفض ضد الحوثي بتلك الانتفاضة التاريخية التي قادها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح رحمه الله.
وتلك الانتفاضة أظهرت وجود ايجابي للمؤتمر من خلال عدم ترك المساحة للحوثي ليتفرد بالمؤسسات كما أن ذلك التواجد أنسب وسيلة للقضاء على الحوثي من الداخل وقلب الطاولة عليه كتلك الانتفاضة التي كان يفترض أن يكون ترتيب وتنسيق واعداد كبير وبالشكل المطلوب وغياب هذا هو الذي أفشلها ولو تم ذلك لكانت الانتفاضة ناجحة ولكان تحرير صنعاء والقضاء على الحوثي عبرها .
كما ان هذا القسم بعد تلك الانتفاضة أظهر تواجد ايجابي للمؤتمر عسكرياً وسياسياً عبر وجود المقاومة الوطنية ومكتبها السياسي.
القسم الثالث هو القسم الذي لا زال في صنعاء متحالف مع الحوثي.
هذا القسم ايجابيته انه لم يترك المجال للحوثي ليتفرد وحده بالوجود الاداري والسياسي ، وهذا القسم على مستوى أي حل سياسي او تسوية قادمة بعد تحرير صنعاء وفق ضغط دولي يكفل للحوثي نصيب وحصة في الوجود بالشراكة فإن ذلك سيجعل لمؤتمر صنعاء نصيب في تلك الحصة ولن تكون تلك الحصة للحوثي وحده.
أما بالنسبة للتكتلات فوجود مؤتمر في عدن ومؤتمر بالرياض ومؤتمر أبوظبي ومؤتمر بالقاهرة ومؤتمر في بيروت ، فإن هذه التكتلات ستنتهي وفق الاحتكام للائحة الداخلية للحزب عقد انعقاد مؤتمر وانتخاب قيادة ، وهو ما لم يجعل الحزب يستطيع فعله الآن بسبب الظروف التي تعيشها اليمن ، وبتحرير صنعاء وعودة الجمهورية ويصبح اليمن موحداً سيعود المؤتمر لما كان عليه ويتوحد.
تهانينا لكل المؤتمريين بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس المؤتمر.