تكنولوجيا

تعرف على رهان «ميتا» الكبير التالي في عالم الواقع الافتراضي

متابعات ـ اليمن اليوم

|
قبل 8 ساعة و 26 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

انسَ العوالم الافتراضية السحرية؛ ففي سعيها لتوسيع نطاق جمهور الواقع الافتراضي، تتبنى شركة «ميتا» الآن بيئات أكثر ألفة: سوف يتمكن مالكو خوذة «كويست في آر» (Quest VR) من «ميتا»، قريباً، إنشاء نسخ رقمية لأي غرفة في منازلهم، ثم دعوة الآخرين «لزيارتهم» في تلك الأماكن.
تخيّل، على سبيل المثال، عقد اجتماع عائلي عفوي في نسخة متعددة الأبعاد من صالة منزلك، ربما حتى مع صورة رمزية تشبهك تماماً، بدلاً من شخصية هاربة من لعبة فيديو.
ويقول فيشال شاه، نائب رئيس قسم المتعدد الأبعاد في «ميتا»: «هناك شيء سحري للغاية في مسح مساحة تعرفها، وإحضار شخص آخر يعرف تلك المساحة إليها، والشعور بأنكما هناك معاً».
ويمكن أن يساعد هذا السحر «ميتا» على تحويل رؤيتها للعالم الافتراضي ثلاثي الأبعاد، كعالم اجتماعي ثلاثي الأبعاد، إلى حقيقة واقعة ملموسة، وهو ما كلّف الشركة ما يقرب من 70 مليار دولار حتى الآن.
عرضت «ميتا» النسخة الأولى من هذه النسخ الرقمية باستخدام تطبيق يسمى «هايبرسكيب» (Hyperscape) في مؤتمر «كونيكت» للمطورين العام الماضي. وفي أحدث إصدار من التطبيق، يمكن للأشخاص استكشاف لقطات ثلاثية الأبعاد عالية الدقة لعدد من الأماكن، بما في ذلك مطبخ منزل الشيف الشهير «غوردون رامزي»، واستوديو تسجيل مغني الراب «تشانس».
تبدو الصور الممسوحة تفصيلية وواقعية لدرجة أنك تشعر بالجوع عند معاينة اللحم المقدد على منضدة مطبخ رامزي. حتى إن ميتا شعرت بالحاجة إلى إضافة تحذير بعدم الاتكاء على أي من الأثاث في هذه الغرف الافتراضية.
غير أن طموحات «ميتا» في «هايبرسكيب» لا تتوقف عند هذا الحد؛ إذ ومع تحديث نظام التشغيل الوشيك، سوف تمتلك خوذة «كويست 3» ومالكوها أيضا القدرة على مسح غرفهم الخاصة باستخدام الكاميرات المدمجة في الخوذة. ويقول مايكل روبوف، خبير تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد: «كانت فكرتي الأولى أنهم ربما استخدموا كاميرا باهظة الثمن لالتقاط هذه المجموعات من البيانات لأنها تبدو حقيقية فعلاً». ثم يضيف: «إن التقاط جميع المشاهد باستخدام جهاز (كويست) فقط لهو أمر مذهل للغاية». يُعد التقاط الصور لغرفة باستخدام سماعة رأس «كويست في آر» عملية بسيطة نسبياً.
- أولاً، تغطي السماعة كل شيء في الغرفة بشبكة من الأشكال الجغرافية لتسجيل أبعادها العامة والخطوط العريضة للأثاث والأشياء الأخرى.
- في الخطوة الثانية، تُملأ هذه الأشكال ببيانات ثلاثية الأبعاد، وهي عملية تبدو للعين المجردة وكأنها توليد فسيفساء كاملة من كثير من الصور الصغيرة.
- وأخيراً، تطلب السماعة من الأشخاص النظر لأعلى وحولهم لالتقاط معلومات إضافية عن ارتفاع أي غرفة معينة.
جوّ افتراضي منزلي
تستغرق العملية الكاملة لتصوير غرفة متوسطة الحجم أقل من 20 دقيقة، وفقاً لموظفي «ميتا» الذين عملوا في المشروع. بعد ذلك، تُحمل البيانات الأولية الملتقطة إلى خوادم «ميتا»؛ حيث تُعرض النسخة ثلاثية الأبعاد للغرفة في غضون ساعتين. بمجرد أن تصبح جاهزة، سوف تُبث كل مساحة مباشرة من السحابة، من دون الحاجة إلى تنزيلات تستغرق وقتاً طويلاً.

تعمل النسخ الرقمية للغرف من «ميتا» بواسطة تقنية جديدة تُعرف باسم «الترسيب أو الاستخلاص الغاوسي» (Gaussian splatting). باختصار، لا تلتقط تقنية «الاستخلاص الغاوسي» أسطح الأشياء فحسب كما تفعل الكاميرا العادية، بل إنها تفكك كل شيء إلى مجموعة من الكتل ثلاثية الأبعاد، مع معلومات عن مظهر هذه الكتل من زوايا مختلفة، بالإضافة إلى خصائص، مثل الشفافية.

حتى الآن، جرى التقاط أغلب اللقطات الغاوسية باستخدام الهواتف الجوالة. ومع ذلك، فإن تحويل سماعة الرأس الافتراضية نفسها إلى جهاز التقاط له بعض السمات المتميزة. أولاً، تتحكم «ميتا» في الأجهزة، مما يسمح للشركة بتحسين برمجياتها لنوع معين من الكاميرات، بدلاً من الاضطرار إلى العمل مع عدد لا يُحصى من الهواتف الذكية المختلفة. إضافة إلى ذلك، يميل الناس إلى تحريك أيديهم بسرعة كبيرة عند محاولة التقاط شيء ما. ويوضح جان - مايكل فرام، عالم الأبحاث في «ميتا»: «حركة الرأس ليست سريعة مثل الهاتف».

عند الإطلاق، ستكون المساحات المنسوخة باستخدام تطبيق «هايبرسكيب» من «ميتا» خاصة ومتاحة فقط للشخص الذي التقطها. وتعمل الشركة على السماح للأشخاص بمشاركة لقطاتهم وتحويلها في النهاية إلى أماكن للتجمعات الاجتماعية.

تعمل لقطات «هايبرسكيب» بالفعل على محرك ألعاب تستخدمه ميتا في عالمها الافتراضي «عوالم هورايزون» (Horizon Worlds). حالياً، يعتبر «عوالم هورايزون» في الأساس مجموعة من الألعاب والمساحات المولدة من رسومات الحاسوب، التي يمكن للأشخاص استكشافها معاً في الواقع الافتراضي. وفي المستقبل، سوف يتمكن مستخدمو «هورايزون» من استيراد غرف «هايبرسكيب» الخاصة بهم إلى «عوالم هورايزون» ودعوة أصدقائهم للانضمام إليهم على نسخة رقمية من أريكة غرفة المعيشة الخاصة بهم. يقول شاه: «أعتقد أن هناك فرصة حقيقية للتواصل البشري هنا؛ حيث تكون البيئة في بعض الحالات بنفس أهمية الأشخاص».

كما أنها فرصة لشركة «ميتا» لتوسيع نطاق الواقع الافتراضي إلى ما وراء جمهورها الحالي. حققت الشركة نجاحاً أكبر مما ينسبه لها بعض النقاد في ترسيخ الواقع الافتراضي كوسيلة للألعاب الإلكترونية والتجارب ذات الصلة بها، بما في ذلك التدريبات الرياضية القائمة على الألعاب. وقد باعت «ميتا» أكثر من 20 مليون خوذ الرأس، وتمكن بعض المطورين من تحويل الألعاب الخاصة بسماعة الرأس «كويست» من ميتا إلى مصادر دخل حقيقية. وحققت 10 تطبيقات في متجر «هورايزون» التابع لشركة «ميتا» إيرادات تجاوزت 50 مليون دولار، بينما التطبيقات التي حققت أكثر من مليون دولار تجاوزت الـ300 تطبيق، وفقاً للبيانات التي شاركها مسؤولو «ميتا»، الشهر الماضي.

تقنيات قيد التطوير

وتعمل الشركة أيضاً على تقديم تمثيلات أكثر واقعية للمستخدمين في الواقع الافتراضي من خلال شخصيات مُلتقطة بتقنية ثلاثية الأبعاد تُطلق عليها الشركة مسمى «أفاتار كوديك» (avatars codec). على الرغم من أن هذه التقنية لا تزال قيد التطوير، يعتقد شاه أن تقنية «أفاتار كوديك» يمكن أن تكون المكمل المثالي لتطبيق «هايبرسكيب». ويشرح شاه الفكرة قائلاً: «أنت في بيئة تبدو واقعية. أنت مع أشخاص يبدون واقعيين. بالنسبة لبعض الناس، سيكون هذا أكثر شيء سحري نعرفه في سماعة الرأس».

حتى من دون تلك الصور الرمزية، يمكن أن يصبح التقاط الصور ثلاثية الأبعاد بمثابة كبسولة زمنية مهمة للمستهلكين. يقول روبوف: «بنفس الطريقة التي ساعدنا بها التصوير الفوتوغرافي في الحفاظ على الذاكرة، فإن التصوير ثلاثي الأبعاد يفي أيضاً بهذا الوعد للمستهلكين العاديين. إنه يمنحنا القدرة على العودة حقاً إلى لحظة معينة في الزمن. لقد تمكنا من التقاط العالم بتقنية ثنائية الأبعاد على مدار الـ200 عام الماضية. والآن، أصبح بإمكاننا القيام بنفس الشيء بتقنية ثلاثية الأبعاد».

وفي الآونة الأخيرة، يبدو أن مبيعات سماعات الرأس «كويست» قد استقرت. كما اشتكى بعض المطورين من انخفاض الإيرادات وسط تدفق المستخدمين الأصغر سناً المهتمين بشكل أساسي بالعناوين المجانية، مثل لعبة الواقع الافتراضي الشهيرة «غوريلا تاغ» (Gorilla Tag).

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»تهدف «ميتا» إلى مواجهة هذه الاتجاهات من خلال توسيع جاذبية الواقع الافتراضي بين المستخدمين الأكبر سناً الذين قد لا يكونون مهتمين بالألعاب. ويشمل ذلك التركيز بشكل أكبر على الترفيه التقليدي، بما في ذلك شراكة مع جيمس كاميرون لإنتاج محتوى ثلاثي الأبعاد لخوذ الرأس «كويست».

وتعكس هذه الخطوة الجهود التي بذلتها شركة «أبل» للترويج لسماعة الرأس «فيجين برو» (Vision Pro)، التي واجهت مجموعة من العقبات الخاصة بها. غير أن ذلك لم يُثبط اهتمام الصناعة الأوسع بخوذ الرأس الافتراضية والتقنيات ثلاثية الأبعاد: من المتوقع أن تطلق شركتي «غوغل» و«سامسونغ» خوذ الرأس الخاصة بهما، التي تحمل الاسم الرمزي «مشروع موهان» Project Moohan، في وقت لاحق. وعلى غرار سماعة «فيجين برو»، فإنها موجهة نحو الترفيه ألغامر وحالات الاستخدام في العمل .

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية