لم أكن يوما في صفوفه أو حتى مناصرا للمؤتمر الشعبي العام،كنت وما زلت ناصريا من قاع رجلي إلى قبة رأسي،لكنها الحقيقة،فقد اختلفنا مع المؤتمرين وعارضناهم بكل عنفوان وقوة،لم نجد منهم إلا التعامل الراقي والمسؤول قيادة وقواعد ، عملنا معهم في أعمالنا المهنية لم يقصونا ولم نسمع منهم لغة العنصرية الحزبية والتهباش والنهب واللصوصية التي نشاهدها الآن.
كنت في عملي اختلف مع الدكتور محمد شجاع الدين رحمة الله عليه وكان مدير عام التدريب في وزارة التربية ونائب رئيس دائرة مؤسسات المجتمع المدني في المؤتمر ، كنت اختلف معه وعند الشغل او لدينا اعمال وتكاليف لا يفرق بين أحد ، وكنا بعض الأحيان نصل إلى درجة الصياح ، لكن بعد دقائق او عند انتهاء الدوم يأتي ليبتسم لي ويضحك ثم نأخذ بعضنا لنذهب نتغدى سوى ونخزن القات سوى.. وهكذ كل المؤتمرين الذين عرفتهم، تختلف معهم فلا يذهب ليسأل عنك وعن أمك وأبوك ويطلب التقارير عن تاريخ أسرتك السياسي أو العائلي ويطلب بضرك في عملك وفي قوت أطفالك، ويقوم بدبلجة الأخبار عنك بالباطل كما يفعل الاخوة في تجمع الإصلاح أو غيرهم من الأحزاب.
المؤتمري كما أعرف إنسان بسيط على فطرته ، لا يعرف النفاق أو الحقدالسياسي،بمجرد ان تقول له ولو كذبا أنا مؤتمري يصدقك،حتى لو كان يعرف أنك تكذب عليه.
المؤتمري لا يفسر قوله تعالى : "ولا تسروا النجوى بينكم " على أنها تعنيهم كما يفعل الإخوان المسلمين،بل يدرك أننا جميعا مجتمع مسلم وأن تلك الآية نزلت على قلة المسلمين في مكة وفي مجتمع أغلبه من المشركين... لذلك فسلوك المؤتمرين مميز عن سلوك كل الأحزاب الأخرى متسما بالصدق والمرؤة ، ومن كان له مرؤة ومعروف أصبح صاحب أخلاق تؤهله بأن يكون أحب و أقرب الناس مجلسا لرسولنا العظيم يوم القيامة.
بكل صدق ووضوح الحرب أظهرت معادن الناس والأحزاب، فلم نعرف قيمة هذا الحزب اليمني المتميز إلا بعد أن عبثت الحرب بعقول الناس و أصابت أخلاقهم بمقتل، رغم ذلك ظل المؤتمريون في زمن الخراب والدمار وفي كل المستويات متمسكين بأخلاقهم وبقربهم من هموم الناس ومشاكلهم ،حتى ندمنا أننا كنا ذات يوم في معارضتهم ، وهكذا تعلمنا من الدهر ....فالدهر فقيه