كيف استلبت الكهانة الهاشمية العقل اليمني، وصيّرته تحت إمْرتها، تجوس به المدن والقرى لقتل أقرانه وأبناء جلدته، حفاظاً على دونيّته وتبعيّته وارتهانه لهذه الكهانة العنصرية؟!
سؤال كبير بكُبر هذا الوجع الذي يدمي قلب كل يمني.
اليمني الذي نقش أول أبجدية في الجزيرة العربية، وهنْدَس القصور والسدود بعقلية فذّة، أغلق عقله، واستسلم للخرافة الهاشمية بعاطفة لا تقبل التفكير والتمحيص والتراجع!
منذ اندلاق هذه العصابات الإرهابية إلى اليمن، يقودها السفاح يحيى الرسي وابن عمه أحمد المهاجر، عملت على نشر الخرافة بغية تدجين العقل اليمني وإبطاله عن التفكير. فالخرافة أفضل الوسائل لتسيير العوام، واستلابهم، وهي لب دعوى الحق الإلهي وحصرية البطنين للكهنوت الهاشمي.
تغييب العقل اليمني تمخض عنه انتشار الخرافة التي حيّدته عن التفكير، إذ "كلما غاب العقل ظهرت الخرافة وإذا سادت الخرافة ضاع العقل".
ولأن الخرافة تصنع عبيداً يُساقون دون وعي، فإنها تقود إلى مستنقع التقديس للبشر، وهذا ما نشاهده يوماً عن آخر لأولئك الذي استلب الكهنوت الهاشمي عقولهم وباتوا يتلذذون بتقديس المجرم عبدالملك الحوثي ويطلقون عليه أوصافاً لم تعرفها أكثر مراحل الرق والعبودية انحطاطاً عبر التاريخ.
خلال حركة الشهيد أحمد الثلايا عام 55، تجلّت هذه الخرافة بأبشع صورها، فحين قُلن الزينبيات "يا غارة الله على بنات النبي"، خرج عبيد عواطفهم من اليمنيين للفتك بالثوار الأحرار والانتصار "لبنات النبي" وبكل سذاجة! وقبل ذلك، اجتياح صنعاء بعد ثورة الدستور عام 48 والتنكيل بأهلها، ناهيك عن الوقوف على النقيض من الجمهورية بعد ثورة 26 سبتمبر، بدعوى أن الثورة كفر بالله، رغم أن الثورة كانت لتحريرهم من الخرافة والوهم بقداسة الكهنوت!
هكذا أصبح العقل اليمني يخلط بين الخرافات الكهنوتية والتعاليم الدينية الصحيحة، وحل التصديق الساذج بهذه الخرافات محل الإيمان الصادق بالدين والنبي الكريم!
إن استلاب العقل اليمني بالخرافات الهاشمية هو أداة الكهنوت لإبقائه رهينة تسلّطه العنصري، باسم الدين والنبي، وإذا ما هدم اليمنيون هذه الخرافة بإعمال عقلهم، سينهار هذا الكهنوت، وسيكون انهياره مدويّاً.