تعوق الأزمة اليمنية التوصل إلى تفاهم واضح حول مستقبل العلاقة بين الرياض وطهران
الاهتمام الدولي والإقليمي بما يجري من تفاوض في فيينا بين إيران والمجموعة الدولية (4+1) والولايات المتحدة الأميركية، لإعادة إحياء الاتفاق النووي وتطوير بنوده أو مضامينه وتوسيع تأثيراته، لا يوازيه سوى الاهتمام بأي مؤشر قد يصدر أو يظهر على خط الحوار الثنائي بين السعودية وإيران.
يمكن القول إن الأزمة اليمنية تشكّل العامل الأبرز، الذي يعوق التقدم في الحوار بين الرياض وطهران، والتوصل إلى تفاهم واضح حول مستقبل هذه العلاقة، وتأثيراتها في المنطقة والإقليم، فالرياض تريد من طهران ممارسة ضغوطها على الحوثيين للجلوس إلى طاولة التفاوض، ووقف عملياتهم العسكرية، والتقدم في هذا المسار يشكّل عاملاً مهماً وبارزاً في رسم مستقبل العلاقة.
وفي المقابل، فإن طهران وعلى الرغم من وعودها تقديم المساعدة في تسهيل عملية الحل في اليمن، وبذل جهودها لإقناع الجانب الحوثي بالجلوس إلى طاولة التفاوض، فإنها تبدو حذرة من تداعيات أي ضغوط قد تمارسها على جماعة الحوثيين، أو تقديم وعود والتزامات، نيابة عنهم بتسهيل عملية التفاوض، والانتقال إلى محادثات الحل السلمي قد يجعلها أو يضعها في خانة المتهم المباشر عن هذه الحرب، بعد أن كانت في خانة الدعم والتوظيف، بخاصة أن الحوثي ما زال متمسكاً بالسقف العالي، الذي وضعه برفض التفاوض مع حكومة عبد ربه منصور هادي.