آراء

الحرب مصيدة!!!!!

أيوب الحمادي

|
01:30 2022/02/13
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

روسيا دولة نووية وتمتلك ترسانة عسكرية، لكن اوكرانيا ليست دولة صغيرة مثل الشيشان حيث تمتلك 200 الف قوة نظامية محترفة وترسانة عسكرية متطورة، و 900 الف قوات احتياط وهذا يؤشر أن الامر ليس نزهة حتى لروسيا كما يصوره البعض. ولفهم الامر فان الرئيس بوتين يتهم التحالف الغربي بالتوسع أكثر نحو روسيا. وهو يطالب بضمانات خطية من الناتو بعدم قبول انضمام أي دول اخرى من أوروبا الشرقية من دول تحالف السوفيت، مثل اوكرانيا او جورجيا إلى الناتو، وقد رفض حلف شمال الأطلسي هذه المطالب باعتبارها غير مقبولة سابقا.

ورغم التصعيد تظل روسيا دولة تعرف إمكانياتها، وأنها لاتمتلك شيء لتعطي للدول المحيطة بها، وليست بإمكانيات دول حلف الناتو لا اقتصاديا ولا عسكريا، وهذا يعرفه ايضا الرئيس الروسي وصرح به، فاقتصاد روسيا مثلا أقل من ايطاليا بدخلها القومي وتوازي بغازها ونفطها فقط دخل اسبانيا تقريبا، ولذا الحرب مصيدة للروس من وجهة نظري،  وهم أكثر ذكاء من الذهاب إليها دون مخارج طوارئ.

وفوق ذلك يفهم الروس أولا أن حقبة السوفيت لن تعود، وان بعد عشر سنوات الى عشرين لن يكون هناك شخص في اوكرانيا او غيرها مرتبط ثقافيا او سياسيا او اقتصاديا بروسيا كما كان في حقبة السوفيت، وإنما مرتبط بالاتحاد الأوروبي كراسمالية متجددة تتوسع، وهذا يعني أن مايقوله بوتين في أن الروس والأوكرانيين شعب واحد ينتمون إلى الفضاء التاريخي والروحي نفسه لن يتحقق، وثانيا روسيا لاتطلب الا الامتثال لاتفاقيات مينسكر 2014-2015 وضمانات أمنية من الناتو بعدم التوسع إلى حدودها.

وظهرت المشكلة بشكل أكثر وضوح، وهو ان اوكرانيا تهدف من سنوات الى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ما يعني أنها حسمت أمرها. وهنا تعقدت المشكلة بمعنى أن الناتو والاتحاد الأوروبي سوف يحدان روسيا مباشرة، ولذا تريد موسكو منع ذلك بهذا التصعيد والتأكيد على ان ذلك لن يحدث. وطبعا هذا هو الوقت المناسب للرئيس الروسي لأسباب عديدة، منها التخبط في الاتحاد الاوروبي، والصراعات المختلفة وانشغال الأمريكان بملفات أخرى، وتغير القيادة في المانيا  وغير ذلك.

وعني لا اعتقد وقوع حرب شاملة لأسباب اقتصادية للروس أولا، وللعالم بسبب الركود الاقتصادي وجائحة كورونا ثانيا وايضا صعوبة إيقافها او الانتصار بها إذ لايوجد مجتمع وضع لنفسه هدفا استراتيجيا الا وسعى اليه، واوكرانيا حسمت أمرها أن تصبح في الاتحاد الاوروبي وقد قطعت اشواطا بالتأهيل لذلك، بمعنى أن الأوروبيين والأوكرانيين شعوب واحدة ينتمون إلى الفضاء الاقتصادي والمستقبلي  .

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية