بمناسبة 11 فبراير أقول:
تبا للدّود التي تورمت منها، واقتاتت أقواتنا، وما زالت تعيش على دمنا وجوعنا وعزّتنا وكرامتنا.. وأجهزت على أحلامنا الكبار التي خرجنا من أجلها.
تبا لكل سلطات الأمر الواقع التي تقاسمت الوطن كغنيمة حرب، وسرقت كل شيء منّا، وأولها أحلامنا العراض.
تبا لمن تاجر بالوطن والدم وأذل شعبا كريما وعزيزا ومجيدا.
سحقا لهذه الحرب المتوحشة التي حوّلت الدمار والخراب والموت والدم ونكبة وطن إلى أرصدة ضخمة في البنوك، وعقارات وثراء وثروة في اليمن وخارجه.
ما زال بعضهم يزايدون علينا باسم الوطن دون خجل أو حياء، وقد صارت لهم في الحرب دور وقصور وعقارات وأرصدة، فيما ألحقت بنا نحن الحالمين كل نازلة وفاجعة، والوطن الذي لطالما رُمنا وحلمنا به أن يكون سعيدا ورغيدا ألحقوا به الجوع والمجاعة والخراب والفقدان.
إنها حرب كانت مربحة لهم، فيما نحن والوطن ندفع الثمن المروع.. ندفع ربحهم من دمنا ومن حاضرنا ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا المنكوبة بهم.
كل السلطات التي قادتنا إلى هذه الحرب واستفادت من هذا التدمير والخراب لا تغفروا لها إلا بحساب، وتاريخ اكتبوه من جديد بعيدا عن رجسها وذبابها وعبيدها وملوثاتها.
فقدوا المسافة بينهم وبين الغير المتربص بالوطن، وتماهوا مع أجنداته ومشاريعة بدافع من سلطة أو مال أو مشاريع صغيرة –بمختلف مسمياتها– وكل ذلك جاء بنتيجته على حساب الوطن ووحدته واستقلاله وسيادته، وعلى حساب اليمن إنسانا وجغرافيا ومستقبل.
سأظل ثوريا وثائرا ضد الجوع والمجاعة والإفقار والحرب وكل المشاريع الصغيرة من تقسيم وتمزيق وارتهان وولاية.. ضد سلطات الأمر الواقع بمختلف مسمياتها.. وضد مخرجات هذه الحرب التي جري ويجري فرضها بالحديد والنار.
موقفنا لا يزال وسيستمر ضد الحرب وضد تجار الحروب ولصوص الثورات ونخاسي الشعوب وبائعي الأوطان وكل من تربّح واغتنى وتسلط واستبد مستغلا هذه الحرب التي يمكن أن نطلق عليها “الحرب الأكثر قذارة في العالم”.