آراء

يحتفلون بمقتل وطن

وسام عبدالقوي الدبعي

|
01:01 2022/02/12
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لا أسوأ ولا أبشع بل ولا أقذر أيضاً مما يحدث لليمن واليمنيين اليوم من شتات ودمار وضياع دولة ونظام وتشريد وتجويع وتخويف شعب، إلا من يحتفلون بما ومن كان سبباً مباشراً لكل هذا الدمار الذي أعاد اليمن إلى خانة الصفر، وما يزال يأمل ويسعى إلى ما وراء الصفر، ونهب من اليمنيين أغلى ما يمتلكونه، ألا وهو الوطن الآمن والصالح للحياة.

لا أسوأ في البشر ممن يتخذون من المكابرة طريقاً في وطن جرفت كل طرقه إلى الحياة ما عدا طريق واحد يتعامون عنه ويتجاهلونه وكأنهم ليسوا من أبناء هذا الوطن.. طريق واحد فقط فيه منجاتهم ومنجاتنا ومنجاة جميع اليمنيين، طريق نعرف ويعرفون جيداً أنه الأصوب والأسلم والأكثر وجوباً من أي وقت مضى وسيأتي، طريق استعادة الوطن، وطننا المشترك، الذي ينهب ويجلد ويكاد يقتل على مرأى من الجميع.

نعم أعنيهم هم، من يحتفلون بفبراير المشئوم، فبراير الذي مزق وطنهم وشردهم وقتل أهلهم، وجعلهم وجعلنا جميعاً كيمنيين فيما نحن فيه اليوم من ألم الفقدان وندامات الخسارات التي لا يمكن تعويضها، ما دمنا على هذا الحال.. يكابرون بيوم يدركون قبل غيرهم أنه كان موعداً لنهاية عهد الدولة والحرية والديمقراطية والأمن، وبداية لعهد ملعون كل ما يقترن به من صفات تستدعي اللعن إلى يوم الدين.

أعني الفبرايريين نعم الذين يضجوننا اليوم بشعارات واحتفاءات أصدق ما يمكن أن يقال عنها أنها ((وقحة)) مع تقديري لكل من يقرأ هذا، وتنبع وقاحتها من أنهم يحتفلون بذكرى هدم الوطن وتمزيقه وتسليمه لقوى طاغوتية، لم يسلم من طاغوتها أحد حتى هؤلاء المحتفون بضياع وطنهم..!! والمثير للدهشة والوجع معاً أنهم يحتفلون بذكرى  موت وطنهم أكثرمما يحتفون بذكرى ميلاده.. وهنا تبرز العلة، ويتضح لكل ذي عقل رشيد أنه احتفاء المكابرة لا أكثر..!!

عموماً لم يعد خافياً على أحد ما صار إليه الوطن نتيجة لحماقاتهم التي يحتفون بها، فمجمل الواعين وذوي العقول المتزنة والمعتدلة بل وجملة أبناء الشعب تقريباً يدركون ومنذ وقت مبكر، من يقف وراء ما صار إليه الوطن وما أصبحت عليه أحوال اليمنيين، وبات الجميع يدركون ما يحدث من مزايدات ومكابرات بل ومن صفقات أيرمت وتبرم على حسابهم وعلى حساب وطنهم..

أصبح كل اليمنيين يعرفون جيدا ماذا حل بالوطن وكيف صار إلى ما صار عليه.. كما يدركون تماما من باع الوطن وانقلب عليه وسلمه للبغاة، وكأنه يتبع مقولة أو فكرة أنا ومن بعدي الطوفان.. ومن لم يعرف بعد ماذا فعله فبرايرهم اللعين بالوطن، ليس عليه سوى مقارنة أحوال اليمن واليمنيين قبل هذا الفبراير المشئوم بما بعده، ليدرك ماهية هذا التاريخ وموقعه من كل ما حدث ويحدث لنا ولوطننا المغلوب على أمره والمقهور بمثل هذه العينات البشرية التي يوجب سلوكها التبرؤ منها.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية