يبدو أنّ جو بايدن يميل بدوره، مع عدد من المحيطين به، إلى عدم إزعاج إيران. هذا ما يجعله يرفض التساؤل ما الذي ستفعله “الجمهوريّة الإسلاميّة” و”الحرس الثوري” بالأموال التي ستدخل على إيران في حال رفع بعض العقوبات الأميركيّة عنها؟
سيصعب على الرئيس الأميركي استيعاب أن المشكلة ليست في البرنامج النووي الإيراني بمقدار ما أنّها في سلوك إيران خارج حدودها، كذلك في سلوك إيران داخل إيران نفسها حيث شعب يعيش معظمه تحت خطّ الفقر!
ليس كافيا اعتماد سياسة ذات طابع انتقامي من إدارة دونالد ترامب لتبرير العودة إلى اتفاق نووي مع إيران من دون ربط بين ذلك وبين ما تقوم به “الجمهوريّة الإسلاميّة” خارج حدودها. هل إدارة بايدن في حاجة إلى مزيد من الدمار الذي ألحقته ايران بالعراق وسوريا ولبنان واليمن كي تدرك أن لا أحد في العالم سيأخذها على محمل الجدّ بعد الآن؟
على الرغم من أنّ إدارة بايدن لم تحسم أمرها بعد، هناك مخاوف كبيرة من خوضها مغامرة أخرى مع إيران من منطلق جهلها بالمنطقة من جهة ومدى تأثير مثل هذا الجهل على كلّ من حلفائها من جهة أخرى. سيبحث كلّ من هؤلاء الحلفاء عن طريقة للدفاع عن نفسه وعن مصالحه بعيدا عن الولايات المتحدة التي يتبيّن يوميا أنّ ليس في الإمكان الاعتماد عليها.