راتبان موزعان على أربعة أنصاف متباعدة، هذا مجمل ما يصرفه الحوثيون كرواتب لموظفي الدولة طوال العام، ومع ذلك يشعرونك وكأنهم يقدمون فضلا كبيراً وعطاء من لا يخشى الفقر.. يريدون مقابل ذلك شكرا وامتنانا، ونحمد الله ونشكره إن احنا بنوصل لهذه الأنصاف التي لا يقدر متوسط كل منها بأكثر من خمسين دولاراً..!!
وأضف إلى ذلك أن هذه الأنصاف المتورمة لا تسلم من الاستقطاعات والإيقافات وتبييض الكشوفات، وتتم الاستقطاعات بشكل إجباري وتحت مسميات ما بها من سلطان فمرة لما يسمونهم أبناء شهداء وأخرى لمستشفى الرسول، ومرة زكاة ولا أدري كيف يستقطعون زكاة مما يشعروننا بأنه فضل وزكاة وليس راتب موظفي دولة.. أي يستقطعون زكاة الزكاة..!!
علماً أن ما يجنونه أو بالأصح ما ينهبونه من أبناء الشعب الذين يمتصون دماءهم دون رحمة أو خجل، وما يجرفونه من أرباح ومكاسب محرمة من تجارة المشتقات البترولية وضرائب وجمارك ورسوم قانونية وخارجة عن القانون، كاف لأن يصرفوا ثلاثة رواتب شهريا وليس راتبا أو نصف راتب شهري وحسب..
الحقيقة التي لا مناص منها أنهم متميزون حقاً ولكن ليس إلا في النصب والاحتيال وسرقة أموال العامة والخاصة، فلم يرد في تاريخ الإسلام ومنذ نزل القرآن وربما من قبله الكتب السماوية الأخرى، من استخدم الرب والدين والكتب والرسل بهذه الطرق الالتوائية والانتهازية البشعة..!!
كل هذا وتجد وجوههم أبعد ما تكون عن الخجل، أو الخوف من التبعات، مع أنه لم يعد يخفى عنهم أن الشعب بات بين حاصرتي يقينه بكونهم سلطة زائفة مجتزأة من قوام التاريخ البشري الطبيعي، ولا يمكن بأي حال أن يدوم واقعهم اللصوصي هذا، مهما طال الصمت وأيا كانت القوة التي يتكئون عليها، فنتانة فسادهم وقبح ظلمهم للشعب، كافيان لأن يقذفا بهم إلى ما وراء التاريخ كمخلفات عفنة ومؤذية دون الحاجة لقوة عسكرية تقف في وجوههم..!!