من يتأمل ثقافة وسلوك النظام الإيراني وأتباعه في المنطقة، يلحظ بقوة اعتمادهم على عبارات وشعارات السيادة والوطنية والعروبة والإسلام ومحاربة الهويات والديانات الأخرى، ويدرك بقوة كيف يلعب هولاء على الشعارات والبيانات المدغدغة للمشاعر القومية، بينما هم في حقيقة الأمر على العكس من كل ذلك، ينفذون مشاريع عنصرية أنانية وإن علموا أنها تخدم مشاريع وطموحات ذلك الغرب الذي يدعون العداء له..
ففي حين يدعي الحوثي على سبيل المثال دفاعه عن اليمن ويدمرها وعن اليمنيين ويحاول استعبادهم ويقتلهم، في سبيل فرض واقعه ومشروعه العنصريين.. نجد حزب الله في لبنان يملأ الدنيا ضجيجا بالمزايدة باسم لبنان والقومية العربية فيما هو أول من يدمر لبنان ويسلم قيادها لمشروع إيران التوسعي، بل ويخضع بلده بقوة السلاح و100 ألف مسلح للاستغلال والتبعية لبلد فارسي لا علاقة له بالعروبة المدعاة ولا الإسلام المتمظهر به..
هذا التنظيم الإرهابي وأمينه العام الدعي الذي تفوح رائحة الشبهات حوله بتجارة المخدرات عالميا، أكثر من يتضرر اللبنانيون من سطوته ومواقفه وهرطقاته الفارغة منذ أكثر من عقدين من الزمن.. شخص ساقته أنشطته المشبوهة عالميا إلى أن يصنف هو وجماعته المسلحة في قائمة الإرهاب العالمية، ثم يأتي ليتحدث عن الإرهاب..!!
هذا الإرهابي الخائن لو أنه عريق الانتماء والوفاء للبنان واللبنانين حقا، ما وجدناه بالأمس يستغل وطنه وشعبه في مزايداته القومية الكاذبة في تلك المعارك الكلامية التي يشنها ضد المملكة العربية السعودية.. ولو كان يحب اللبنانيين حقا ما استفز السعوديين وابتزهم بأبناء بلده المقيمين والعاملين في السعودية، ليبدو وكأنه يدعو السلطات السعودية إلى أن تتخلى عن مليوني لبناني يعملون بداخلها وأن تقوم بطردهم، وكأنه أيضا لا يعرف تبعات طرد مليوني لبناني من السعودية وعودتهم إلى لبنان، الذي يواجه مصاعب وأزمات اقتصادية، هو من يقف بدرجة أساسية وراءها..
ما الذي يريده هذا الأخرق..؟! ما الذي يريد فعله بعد باللبنانيين الذي وصلت بهم مواقفه ومزايداته وتهديداته المسلحة، وتدخلاته الفضولية والغبية في شئون الآخرين، إلى أسوأ وضع اقتصادي وسياسي واجتماعي منذ زمن سحيق..
هذا الأحمق يضحي باستقلال بلده وأمن واستقرار شعبه مجانا من أجل الدفاع عن النظام الإيراني والدخول في العراك القائم بين إيران والسعودية، كما يفعل أحمق صعدة الحوثي باليمن واليمنيين بالضبط ومن أجل إيران أيضا.. إيران التي لم تخسر في كل هذا الصراع بقدر واحد في الألف من نسبة خسائر اليمن ولبنان..!!
أية حماقة هذه..؟!
أية قومية وأية وطنية يتحدث عنها هؤلاء
المرتزقة، ويزايدون بها تحت شعاراتهم الكاذبة، التي يسعون من خلالها إلى تدمير أوطانهم وقتل وتشريد وتجويع أبناء جلدتهم، من أجل مشاريع توسعية واردة من خارج أوطانهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل..
يتهمون الآخرين بالارتزاق وهم أساطينه ومعلموه وينسبون الخيانات والخضوع والذلة إلى سواهم وهم أبرز عناوين هذه الصفات السيئة، التي لو لم يوجدوا لما كانت ولا أعلنت عن نفسها وحضورها في واقع العرب اليوم..؟!