آراء

الحوثيون يضحون باليمن..لتكسب إيران ورقة تفاوضية

وسام عبدالقوي الدبعي

|
07:30 2022/01/04
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بمجرد نجاحهم في اختطاف السلطة تبدلت شعارات الحوثيين وأهدافهم، ليكشفوا بفجاجة وبجاحة وتحد أنهم كانوا يخدعون العامة بشعارات الزهد والرغبة في الإصلاح إصلاح شأن اليمن واليمنيين وتخليصهم من الفساد والمفسدين، ولم ينسوا محاولات إقناع عامة الشعب بعزوفهم عن السلطة وحتى المشاركة فيها.. شعارات كثيرة وشتى كانوا يدغدغون بها مشاعر أبناء الشعب، في مرحلة كان الشعب قد بدأ يتململ فيها من صراعات القوى المؤثرة في السلطة وخارجها..

 لقد استغل الحوثيون ذلك المأزق السياسي ليقدموا أنفسهم بداية كحركة إصلاحية، وعززوا بتلك الشعارات المخادعة من حضورهم وقوتهم، حتى لاحت لهم فرصة الانقضاض على السلطة واختطافها كليا من مؤسسات مدنية وعسكرية وأسلحة عززت بها قوتها المليشاوية، لتغدو كل تلك الشعارات من الماضي، وليبدأوا مرحلة استغلال السلطة وتوظيفها لمشروع كهنوتي سلالي، ينفذ على مستوى الداخل سياسة استئثار بالسلطة والمال ومصادرة للموارد والاقتصاد العام والخاص عموما، كما ينفذ ويعزز مشروعا خارجيا حقيرا، لا علاقة لليمن واليمنيين فيه.. وليحولوا اليمن إلى مستعمرة خاصة واليمنيين إلى أسرى وسخرة يستغلونهم متى ما يريدون وكما يريدون، وبما يخدم مشروعهم الكهنوتي الخاص ويعزز من قوة وتهديدات دولة إيران في مشروع توسعها اللامشروع في المنطقة.

واليوم ماذا..؟!
لم يتغير شيء بعد سنوات فكل تحرك وكل يوم وكل حدث يؤكد حتى اللحظة على أن هذه الحركة المتمردة والمنقلبة على الدولة والنظام ما تزال تنفذ ذات المشروع المستأثر بالسلطة والثروة والقامع لليمنيين والعميل المرتزق لإيران الطامعة تاريخيا وحاضرا في التوسع واحتلال الوطن العربي إحداث القلاقل في مختلف بلدانه..

وحين استهلك الحوثيون شعاراتهم السابقة بعد استيلائهم على السلطة بدأوا يصورون لليمنيين بأنهم يقومون بحمايتهم مقابل ما ينهبونه من مقدرات وممتلكات المواطنين وفرض الإتاوات غير المشروعة تحت سقف الدولة المختطفة، بدعوى حماية الشعب والدفاع عنه..!!
الدفاع عنه مماذا..؟!
الدفاع عنه من قيام الدولة أو على الأصح استعادة الدولة ومؤسساتها...

ثم ماذا..؟!
ثم لم تكتف سلطة الحوثي المغتصبة بنهب وابتزاز أموال وممتلكات اليمنيين، بل عمدت إلى أن تغذي مشروعها التخريبي بدماء اليمنيين بشكل انتقامي كريه وحاقد ولن يغفره لها التاريخ.. فها هي تصل اليوم إلى أن تضحي بأكثر من ثلاثين ألف من اليمنيين المغرر بهم والمرغمين على القتال معها تضحي بهم دون حساب أو مبالاة على أبواب مارب.. ثلاثون ألف ويقال أن الرقم تجاوز ذلك بكثير.

ومن أجل ماذا..؟!
ليس من أجل شيء عدا أن تربح إيران ورقة رخيصة وتافهة في مفاوضاتها الدولية.. ورقة احتياطية ليس بعيدا أن يستغني عنها الإيرانيون بالمرة..

يا إلهي هل أرواح ودماء اليمنيين بهذا الرخص ليضحى بأكثر من ثلاثين ألف من أبنائهم من أجل أن تكسب إيران ورقة تفاوضية..؟!

هل يضحي الحوثي حقا بأبناء الذين تسلق على ظهورهم لاحتمال أن تكسب إيران بدمائهم ورقة من أوراق تفاوضها وابنزازها..؟

للأسف نعم، ولكن لا أظن الأمر سيستمر طويلا بعد هذا الانكشاف الفاضح، فقد بدأت علامات التذمر والرفض تتعالى هنا وهناك، وبدأ هذا السؤال يطرح ويتكرر ولا يجد أمامه إجابة شافية غير أن الحوثي لا تعنيه أرواح اليمنيين ولا سلامة اليمن ولا سيادته ولا شيء مما ادعى ويدعي في حربه التي لا تستهدف أحدا ولا شيئا غير اليمنيين واليمن.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية