سعيدٌ جداً وأنا أتابع الاحتفاء بمرور عشر سنوات على تأسيس قناة اليمن اليوم، قناة كل اليمنيين بلا استثناء، والتي بُنيت على مساحة واسعة من الحرية والإيمان الكامل بالآخر، بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية.
وهي اليوم تمثل حاضنة كبيرة لقضايا المواطنين وآرائهم عبر منبرها الحر الذي أنتهجته إدارة القناة منذ اللحظات الأولى للبث، إضافة إلى أنها استقطبت عدد من الأصوات السياسية والإعلامية والصحافية.
إلى جانب ذلك تميزت بكونها أول قناة فضائية يمنية إخبارية متنوعة، تقدم البرامج والحوارات السياسية والاقتصادية والرياضية؛ الأمر الذي جعلها تبني جسرًا من الثقة بينها وبين المتلقي
وأصبحت بحق معبرة عنه وعن أوجاع الوطن عموما.
كما استطاعت من خلال طاقم من الإعلاميين والفنيين المحترفين أن تشكل صوتا مسموعا وعاليا بحيث لاقت استحسانا وقبولا واسعا منذ الأيام الأولى لافتتاحها، وقد واكبت مرحلة حساسة جدًا ونجحت في تجاوز كل العقد القائمة على الحسابات السياسية والأيديولوجيا بتوجيهات ذكية من هرم القيادة.
حاولتْ جاهدة منذ الانطلاقة الأولى تكثيف النزول الميداني ورفع التقارير بمجمل القضايا والاشكالات التي تواجه المواطنين والتجاوزات والاحتياجات من خلال طاقم من المراسلين من كافة المحافظات.
وفيما يتعلق بالبرامج الجماهيرية والسياسية فقد خلقت جوا من التنافس وجذب أصحاب الآراء المتباينة وتكريس كافة الجهود لاحتواء أصوات كانت تعتقد أن النظام السابق قد أغلق الأبواب واوصدها أمام الجميع من خلال الصورة التي كان ترسمها الأقلام الصفراء والقنوات الموجهة.
الأهم من ذلك تركيز القناة على الجانب الحقوقي وافراد مساحة واسعة وغير اعتيادية لقيادات منظمات المجتمع المدني بمختلف انشطتهم الحقوقية والإنسانية والتنموية والتعبير عن آرائهم بصرف النظر عن اتجاهات تلك القيادات.
ورغم شحة الامكانيات بسبب الظروف السياسية التي مرت بها البلد بداية صعود القناة إلا أن ذلك لم يثنيها عن عمل خارطة برامج مميزة حصدت من خلالها مجموعة الدروع والتكريمات والجوائز ونالت استحسان الجميع.
القناة كانت ولا تزال مصدر تفاؤل لكثير من الذين لديهم رغبة في استعادة الوطن والعيش تحت سقفه بحرية وكرامة وأنا واحد منهم، كما أنها مصدر إلهام وتغيير في نفس الوقت لكثير من المفاهيم المغلوطة والحسابات الضيقة.
هذا الشعور ينم عن وجود مصدر مسؤول لديه معرفة دقيقة بما تتطلبه المرحلة والساحة الإعلامية فاستطاع أن يجذب الآخر ويؤثر فيه ويعيد صياغة المجريات بما يتفق مع الحقيقة.
ثمة جهود تبذل في هذا الحقل وثمة كفاءات وطاقات شابه مناضلة تعمل بصورة دؤوبه من أجل نجاح القناة وتسجيل حضورها في فضاء القنوات الإعلامية وسط حشد من المنافسين وتطلع واسع لدى المتلق بمتابعة كل جديد.
حقيقة لا يفوتني الثناء على التغيير الدائم الذي المسه كمتابع بشكل يومي والتطور الذي تحاول القناة أن يكون مدخلا للكثير من التغيرات ناهيك عن إضافة الأخبار باللغة الإنجليزية ومحاولة التكيف مع كل الظروف القاهرة وتلبية رغبات المتابعين في الداخل والخارج.
يبدو أن التغييرات لن تتوقف والأداء يتطور من حين لآخر وهناك العديد من المفاجآت التي تبشر بخير. ولطالما كان الوطن نصب الأعين والتحرر من الانعتاق هدف مشروع من أهداف الإعلام الحر فإن التوجه الذي رسمه بذكاء ذات يوم بأني نهضة اليمن وعمرانها الشهيد الراحل علي عبد الله صالح باق وستعمل من خلاله كل الطاقات.
بهذه المناسبة أهنئ قيادة المؤتمر الشعبي العام وكافة الأخوة والأخوات المناضلين في قناة اليمن اليوم والذي لا نعتبرهم موظفين وإنما قيادات وطنية تقدم رسالة نبيلة ودورا مهما في التوعية والنهوض بالبلد ومحاربة الفساد والمحاولات البائسة لطمس الهوية الوطنية والانتصار لقيم الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والحرية وصولا إلى ارساء دعائم دولة المواطنة المتساوية التي تحمي الحقوق والحريات على أسس التعايش السلمي ونبذ الإرهاب والعنف والتسلط والعودة بالبلاد إلى القرون الوسطى، دولة تحترم المرأة وحقوقها
وترعى الطفل وتهتم بالنشئ وتلتزم بكرامة الوطن والمواطن.