بعد سبع سنين من الحرب بين الفرقاء السياسيين أصبحت اليمن تعيش فراغاً سياسياً بامتياز لم تستطع أي قوة من القوى المحلية المتصارعة أن تملي حيزاً من الفراغ ولو في محيط تواجدها، فأصبح الشعب يتجرع مرارات الأسى والحزن والفقر بسبب طيش تلك النخبة السياسية وجهلها لأبسط الأمور.
كل هذا سهّل على القوى الإقليمية الإحلال محل القوى المحلية التي تحولت إلى بيادق تحركها كيف تشاء ،ومتى تشاء .. فأصبحت اليمن دولة مسلوبة السيادة ..
اليوم أصبح من يدير المشهد السياسي والعسكري والاقتصادي هو تلك الدول، وأن ادعت بعض القوى وطنيتها وحبها ببعض الكلمات إلا أن تلك الكلمات المغطاة برداء الوطنية لا تجدي نفعاً فهي حبيسة مصالحها التي رهنتها لتلك القوى كي تبقى حاضرة في المشهد السياسي..
اليوم اليمن تتجاذبه تلك القوى، وتستنزف قوته البشرية في حرب عبثية تقودها على هذا الشعب تحت مسميات وهمية عفا عليها الزمن..
لقد غدت هذه الحرب تستنزف ماتبقى من المخزون الثقافي والفكري بعد أن استنزفت العقل السياسي ..
لهذا لم يعد أمام المفكرين والمثقفين إلا الوقوف صفاً واحداً ضد ذلك الغزو الفكري والاستعماري لهذا البلد..
فهل ستكون هناك صحوة فكرية ثقافية تخرج اليمن من دائرة الصراع المراد له الاستمرار حتى لا نفقد ماتبقى لنا من هويتنا الثقافية والحضارية..؟!
أم أن الوهن والخوف أصبح حبيس كل مثقف.