ديسمبر شهر ومقبرة العظماء، فيه استشهد الزعيم صالح وعارف الزوكا وعدنان الحمادي.
* * *
أخذ "صالح" بندقيته وقاتل بشجاعة ملوك الحقيقة الأولى وأخذ قادة الشرعية أنفسهم وذهبوا خلف البحار، نوادٍ وأندية، مولات وجولات، تويتر وواتساب، وسفريات وبدلات.. من الرابح عند الله والوطن؟
الذي قال للناس، أنا منكم وفيكم وأموت، إذا قدر لنا الموت، أول واحد فيكم، أم من يترك الناس للحوثي والجوع والمرض والموت؟!
عاش "صالح" حالة الناس الذين عاشوا مع طغيان الحوثي، شعورهم ومشاعرهم، مواطن كأحدهم، زعيم يقاسم المتعبين تعبهم، وفيما كانت تذاكر العبور إلى مدن الجمال حلماً لكل رجالات الحكم كانت بالنسبة له شتمة كبيرة.
هذا هو "صالح"، الريفي. الذي لم تغيره سنوات الحكم ولم تخرجه من جلده ولا السياسة سلبته الشظف وشجاعة البلدي في جبال الرعي، وكرامة ومروءة الرجال، أبناء البلد.
عاش بطلاً ومات بطلاً، الرحمات بذكراه الرابعة.
* * *
من هنا، من حيث أنا، في مدينتي تعز، أحتفل بذكرى ديسبمر بطريقتي، احتفال من يحسد صالح على تلك اللحظة.
ذكرى من يحزن على موت صالح وليته عاش يصلح دنيا العبث، وأتأمل بما أنجزته ديسمبر من صنعاء إلى الساحل الغربي، أتذكر الزوكا، وأشاهد الطارق.