آراء

رسالة من مواطن يمني إلى جماعة المعتوهين

وسام عبدالقوي الدبعي

|
08:00 2021/11/19
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

عن طريق إيهامهم بانتصارات وهمية وزائفة، تم استدراج الحوثيين من مناطق الاحتماء والدفاع عن النفس إلى افتعال معارك هجومية، يفقد فيها يوميا المئات والآلاف من مقاتليه.. عمليات استنزاف كبيرة ومكشوفة، غير أن سرابات الانتصار المطلق، التي توضع في طريقهم، تعمي أبصارهم، وتجعلهم يقذفون بخيرة أبناء الوطن من الشباب المخدوعين، إلى معارك بل محارق إبادة جماعية، لن يكون لها من نتيجة لليمن واليمنيين إلا الوبال والدمار..

ولو كانوا أسوياء ولم يكونوا مجموعة من الأغبياء الموهومين بالخرافات، ما أسرفوا ولن يسرفوا كل هذا الإسراف بدماء وأرواح أبناء اليمن بهذا القدر المخبول من اللامبالاة، وما نشاهده اليوم ويشهده العالم معنا على أبواب مارب، كفيل بكشف خطط الاستنزاف الموجعة التي يتعرضون لها في كل الجبهات التي يستدرجون إليها..

أيها المجانين.. 15000 قتيل وما تزال تلك الجبهة تستنزف الأرواح والأجساد حطبا لنيران عبثكم وطمعكم..!!
والله لو كانت مارب هي آخر الجبهات، أو منتهى الطرف الآخر من الكرة الأرضية وقد أصبحت بكاملها برا وبحرا في أيديكم وتحت إمرتكم، ما جاز لكم كل هذا الإسراف المجنون بدماء وأرواح أبناء الوطن..!!

والله لو كانت مارب مكة أو بيت المقدس أو حتى مقر البيت الأبيض وقد أصبحتم على أبوابه، ما يكون منكم كل هذا السفه والعتي والإفراط والتفريط بشعب تدعون انتماءكم إليه ودفاعكم عنه وعن كرامته، أي دفاع وأية كرامة وأي كلام فارغ تخدعون به أنفسكم وتغرون به شعبا يتجرع أمر المرارت بسببكم وسبب طمعكم في الانفراد بالسلطة والاستئثار بالمال واستعباد شعب لم تروا منه إلا الإحسان..؟!

أيها المجانين.. هذه حرب تسفك فيها دماء وتزهق أنفس، وليست لعبة يمكنكم تجريبها ومحاولة الانتصار فيها، حتى وإن افترضنا افتراضا يتجاوز المستحيل وكانت نسبة انتصاركم فيها عالية، فما تفعلونه جنون يدل على أنكم مجموعة من قطاع الطرق المراهقين الذين لا يرون أبعد من نفوسهم ومحيط أجسادهم.. والذين لا يفكرون في شيء اسمه مستقبل..

أيها المعتوهين.. ما هكذا ترد الإبل ولا حتى البهائم، ولا هكذا تؤكل الكتف خلع الله أكتافكم ونزع قلوبكم من أماكنها.. إن ما تفعلونه إسراف وتفريط يثبت حقا أن أعقلكم معتوه بدرجة حمار، وإلا ما انسقتم لمثل هذه الحرب الاستنزافية التي قريبا ما ستبيدكم عن بكرة أبيكم لعن الله آباءكم أجمعين..

أيها المخابيل.. توفرت لكم مئات الفرص لتكونوا جزءا لا يتجزأ من اليمن واليمنيين لكم ما لهم وعليكم ما عليهم.. ولم تستغلوا تلك الفرص، بل زادتكم نشوة القتل وسفك الدماء إجراما واعتقادا بالقوة المطلقة، فأردتم أن تسرقوا اليمن وتحكموا اليمنيين وتستعبدوهم بدلا من أن تكونوا منهم، وذلك ورب الكعبة أصعب من القضاء ذاته وأبعد من المستحيل نفسه..

فما كان وما سيكون من نتيجة لمطامعكم السيئة والمخبولة تلك..؟!
إن لم تصدقوا ومن الطبيعي ألا تأبهوا اخرجوا إلى شوارع المدن التي أنتم فيها واحصوا كم من الرجال والشباب المعلقة صورهم بالآلاف وعشرات ومئات الآلاف ذهبوا ضحايا لهذا الجنون.. وتذكروا أنكم كلما زدتم عتيا ونفورا وعصيانا كانت الخسارات أكبر بكثير مما يتخيله المجانين مثلكم..

تذكروا وتدبروا لماذا يموت كل هؤلاء..؟!
ألأنكم حقا محقون ومنتصرون..؟!
لا وألف لا ولا.. والله إنكم لكاذبون وسارقون ثم إنكم لخاسرون، وستظلون للأبد ملعونين.. وأنتم أدرى الناس بذلك.. ثم هل تعتقدون أن كل الشعب اليمني معتوه مثلكم ليستمر في صبره المر عليكم وليناولكم المزيد والمزيد من فلذات أكباده وقودا لطمعكم هذا وخرافاتكم تلك..؟!

لا ورب البيت.. ما يكون هذا، وإن دخول ابليس الجنة أقرب للاحتمال منه.. وأعدكم واثقا ومعي كل اليمنيين العارفين بأنكم ستذوقون من هذا الشعب عقابا لم يعاقبه أحد من قبلكم ولن يناله من بعدكم أحد.. ونظرا لغبائكم وعتيكم وبشاعة طمعكم واستكباركم فقد بات ذلك الوعد أقرب حتى مما تتخوفون.. إنكم ترونه بعيدا ونراه قريبا.. فانتظروا لحظة فنائكم تلك كما ننتظرها نحن ونؤمن أنها أقرب خيارات الممكن.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية