آراء

بأي ذنب قتلت رشا؟

عبدالستار سيف الشميري

|
04:20 2021/11/14
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

الحرب والإرهاب أقسى موجات الظلم وحين يحلان بوطن يتم اقتلاع حتى الأماكن من الجغرافيا، ويصبغ كل شيء بلون جديد لا يشبهنا وليس منا حتى الإجرام يكون مختلفا ولا متخيلا في دركاته.

 حظنا العاثر يقودنا إلى التجوال اليومي بين صنوف الجرائم وأسفار الأحزان اليومية للحرب،  والتنقيب اليومي في هكذا أحداث.. لكن بعض هذه الجرائم أبشع مما ينبغي وأكبر من كل مخيال، ومقتل رشا الحرازي هو الأكثر دموية، فهو تكثيف لا نهائي لقدرة الإجرام وباعث على السؤال: أي قلب يحمل وكيف يستطيع أن يقوم بكل هذا ويمضي ويعيش مطمئنا وهو يرى أشلاء أمٍ وجنينها كيف يستطيع ذلك؟!.

 شيء لا يصدق ويبعث على الدهشة والفجيعة معا، من أين أتى هؤلاء ومن أين لهم كل هذه القسوة. إنها خارج الحمل الإنساني والشيطاني معا.

تستعصي أي مفردات كي توصف أو تصوغ شيئا عن جريمة بهذا الحجم والوجع،

لقد أخذت الحرب منا الكثير وأكثر ما أخذت الإنسانية وخلقت أفرادا وجماعات قادرين أن ياتوا بما لم تستطعه الأوائل والأواخر.

مقتل رشا الحرازي سيظل جرحا نازفا وإيقونة ألم وحزنا لعقود من الزمن وسطرا في أسفار الأحزان اليمنية الكثيرة وشاهدا على قدرة جماعات الإرهاب أن يفعلوا ما لم تستطع فعله حيوانات الغابات وعصابات الموت منذ جماعة الحشاشين في التاريخ القديم إلى عصابات الهجانا في العصر الحديث، وليس بأيدينا أن ندفع هذا القدر المشؤوم غير المرواحة على ألحان الموت والمراثي في صفحاتنا وكتاباتنا ونتبادل التعازي والدموع؟

 وحده الوجع يحفر في أعماقنا عميقا، ويضع آثارا لا تمحى بالأيام ولا تتدارك بالسنين.

ويبقى السؤال:
كم من سنوات نحتاج كي نعود إلى حضن الحياة ونغادر مسارح الموت، ونرمم ذواتنا من جديد ويتوقف هذا الثناء على الشهداء وتدبيج جميل الكلام في الأشلاء والمعاقين والذي أصبح سلوكا يمنيا يوميا مع قهوة كل صباح؟، كم نحتاج من وقت كي نعود إلى معادلة وازنة تعيد إلينا إنسانيتنا التي هي أول ضحايا الإرهاب والحرب؟!..

لك الله يا صديقي محمود العتمي ومدد الصبر والسلوان، والصلوات الطيبات المباركات
على من فقدت في الخالدين، وصبرا جميلا...

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية