مشكلة اليمنيين مع جماعة الحوثي انه عدو مضاعف، عدو برمحين، ذلك أنها عدو وفق المشروع الايراني التوسعي، وعدو اخر تاريخي أزلي في سبيل ان تحكم اليمن.
استغلت ايران بدرالدين الحوثي ونجله حسين ومن ثم الأسرة ولاحقا بعض الأسر الهاشمية، وفق دراسة بحثية، أنهم الأقرب الى الطموح لاستعادة الحكم، واجتهدت كثيرا في تعبئتهم وإعادة تأهيلهم للدور الجديد، وكانت تعمل بهدوء الى العام 2003 حين اٌحتلت العراق، وسلمت لإيران على طبق من ذهب، لتعطي ثمرتها في اليمن الإشارة بالبدء في العنف والتوحش.
وتطورت الأمور الى ما وصلت اليه اليوم، حيث بات الحوثي عدو برمحين، الرمح الأول ايرانية، موجه خارجيا وبناء تكتيكي ضد دول الجوار، وتتشابه كثيرا مع توجهات حزب الله في لبنان والمليشيات في العراق، في التواجد كمكون مسلح، لضمان بقائه وضاغط في القرار، لكن غير مستحوذ على كل شيئ، وتمول ايران ذلك وتستخدمه وفق اهدافها وخططها، مثل القصف الصاروخي والمسير على السعودية، والذي يتزامن كثيرا مع كل هجوم حوثي على مأرب، الا هذه المرة فإن الهجوم الحوثي على مأرب لم يصاحبه قصف على السعودية، والسبب تزامنه مع المفاوضات الإيرانية السعودية.
اما الرمح الحوثية الثانية محليه، فهي موجهة ضد اليمنيين بشكل مباشر، بطش وتنكيل وارهاب وكل أصناف الاجرام، من أجل استعادة حكم رقاب الناس، والعودة الى ما قبل ثورة 26 سبتمبر 1962، وتقوم بذلك مدفوعة بحقد متراكم متوارث، والانكى أنه مغلف بالدين، ومن ذلك ما روي عن الإمام إسماعيل بن القاسم عندما غزا إحدى مناطق اليمن وبالغ في القتل والنهب والسلب عاتبه البعض ونبهوه أن يخفف من وحشيته، لكنه قال لهم:
" لن يحاسبني الله على ما أخذته منهم، بل سيحاسبني على ما تركته لهم"!، وهكذا يقتلك الإرهابي السلالي ويتقرب بدمك الى الله!!.
في كل الاحوال الفئة الحوثية الباغية لاتبالي بأي مصلحة لأحد إلا مصلحتها، وتستخدم رماحها العدوانية أملا في خلق واقع تكون هي الحاكمة والمتحكمة.