حينما نتحدث عن الطلاب اليمنين في الخارج فنحن نتحدث عن عقل اليمن الذي خرج بحثا عن العلم والمعرفة وخدمة وطنه والنهوض به..
هذه القيمة العالية والشريحة الأهم تعيش اليوم - للأسف الشديد - حالة متردية وصعبة نتيجة معاناتها جراء تأخر المنحة المالية لها لعدة اشهر ونقولها بألم:
لقد تأخرت حتى الساعة لأكثر من تسعة أشهر متواصلة وربما، في، بعض البلدان، أكثر من ذلك بكثير في ظل ظروف أهالي الطلاب وعدم قدرتهم على المساعدة نتيجة لارتفاع سعر الدولار مقابل الريال اليمني الذي تدنت قيمته الشرائية ووصلت لأرقام فلكية لم يكن يتوقعها أحد.
ولكم أن تضيفوا إلى ذلك عدم قدرة أهاليهم على مساعداتهم فالغالبية منهم بدون مرتبات منذ العام 2016 كما أن ارتفاع المعيشة في بلدان الابتعاث و تكاليفها لا يمكن للطالب تحملها دون تلك المنحة التي باتت تصرف بمعدل مرة كل تسعة أشهر أو أكثر ..
بعضهم الآن ربما يستلمون أرباع العام 2020 في حين يفترض ان يستلموا آخر ربع مستحق في العام 2021
أيها الأخوة والأساتذة الكرام المعنيون بطلابنا..تذكروا أن هؤلاء سفراء اليمن وعقلها فلا تتفرجوا عليهم وهم يعانون هم الدراسة ومصروفهم اليومي ومعها معاناة الغربة وسوء الأوضاع في بلدهم نتيجة الحرب والدمار والأزمات المتلاحقة، والمعاملة السيئة وغير المسؤولة التي تقابلوهم بها - للأسف - من وزارة التعليم العالي وبعض البعثات الدبلوماسية التي لاتستشعر معاناة الطلاب المبتعثين للخارج، بل تزيد من معاناتهم وكأن الأمر انتقام منهم لأنهم يواصلون دراستهم وتحصيلهم العلمي في ظل ما تعيشه بلادنا من تعب ومعاناة وشظف عيش.
تذكروا أن أمامهم التزامات نهاية كل شهر لدفع إيجارات السكن وشراء الكتب والمراجع والأدوات التعليمية ومواجهة المعيشة كل هذا وهم بدون مستحقات ويعيشون حياة الكفاف ..معيشة متدنية لسداد الإلتزامات الأساسية.
لم يعد الطالب اليمني يعرف لماذا كل هذا و من المستفيد و لماذا يتم ابتعاث طلبة جدد في حين ليس هناك منح مالية ؟
هذا وضع ليس أقل كارثية من وضع من هم في الداخل تحت حروب و حصار و مجاعة.
أمر مؤلم حقا القول :
أن هناك رعايا دولة أصبحت عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها تجاههم..
نسمع عن صرف الملايين وفساد يعلن عنه رئيس الحكومة بمليارات ، بينما طلابنا في وضع صعب ومعاناة شديدة ومخجلة للجميع.