آراء

إنهم يفترون يا رسول الله !

أحمد عبدالملك المقرمي

|
06:10 2021/10/19
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

 لم يكن الحمزة بن عبد المطلب، و لا العباس، أول من آمن بالرسول الكريم و بدينه القويم، رضي الله عنهما ورضي عن صحابة رسول الله أجمعين، و مات أبو طالب على ملة الأشياخ من قريش، و أما أبو لهب؛ فقد أدبر و استكبر ؛ ونزلت سورة قرآنية تفنّد موقفه و تسخر منه.و هؤلاء الأربعة هم أعمامه عليه الصلاة و السلام.  


 و لم يضر الحمزة أن إسلامه جاء بعد بضعة عشرات سبقوه، فقد أخلص العمل حتى غدا سيد الشهداء،وكذلك الأمر بالنسبة للعباس رضي الله عنه، حيث لم يكن من السابقين، و كانت له مناقبه.

 كان إسلام علي رضي الله عنه مبكرا زمنا، وكذا مبكرا سنا، حيث أسلم و عمره عشر سنوات، فيما تأخر إسلام أخيه عقيل، أما طالب أخوه فلم يسلم .و بالمجمل لم يكن بنو عبد مناف و هم العشيرة الكبيرة للرسول أسرع الناس اتباعا للرسول، بل إن معظمهم من قاتله !  و لا كان بنو هاشم - و هم الدائرة الأكثر قرابة - الأسرع أيضا ؛ بل كان هناك من حاربه، و يكفي أن نعرف منهم أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، الذي أسلم متأخرا، و النبي صلى الله عليه و سلم في طريقه إلى فتح مكة المكرمة، في العام الثامن للهجرة.و لم يقل أحد أن قرابة هؤلاء من الرسول تنفعهم، و لو كان الأمر كذلك ؛ لما كنا نقرأ :" تبت يدا أبي لهب وتب" وهي سورة في عمه القريب المعاصر له، فيما يأتي من يزعم اليوم بعد عشرات القرون من يزعم أنه ابنه و من حقه تملك الشعب و الوطن ..!!

إن محمدا صلى الله عليه و سلم لم يكن نبيا حصريا - استغفر الله - لأسرة، كما يلهث وراء هذه الحصرية المفترون، الذين يتعامون عن قوله تعالى( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) كما لم تكن رسالته مخصوصة لتمليك العالم لأسرة - معاذ الله  - كما يزعم المبطلون، و إنما كانت رسالته للناس كافة ليكون بشيرا و نذيرا، لقوله عز و جل : " تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ".فيأتي مهووس في زمن ما يحمل حقدا على الإسلام و المسلمين، فيتم ضخ آلاف الأساطير و الخرافات  التي تهدف إلى هدم الإسلام من داخله، و من ذلك حصر مهام النبوة لأسرة، و حصر مهام تعاليم الإسلام في أنه جاء خصيصا لتحديد الولاية والحق الإلهي في الحكم لذرية مخصوصة؛ تتداوله إلى يوم الدين، حتى جعلت ما أسمته الولاية ركنا من أركان الإسلام، فينسبون حديثا لجعفر الصادق- المفترى عليه دائما بالكذب عليه منهم - يقول : " بني الإسلام على خمس؛ الصلاة و الزكاة، و الصيام و الحج، و الولاية " فقيل له - بحسب ما يلفقون عليه - و أي ذلك أفضل؟ قال : الولاية أفضل..!!   و لك أيها القارئ الحصيف أن تسأل؟ و أين الشهادتان اللتان بهما يكون المرء مسلما ؟ فتجد الإجابة في إحلالهم الولاية محل الشهادتين ؛ لأن شهادة أن لا إله إلا الله تحرر الإنسان من العبودية إلا لله، و بالتالي فإنه يمتلك بعد ذلك حريته التامة  في حق الاختيار وفق إرادته.و هو الأمر الذي يصادره هؤلاء بزعم أنهم أبناء رسول الله، و هي فرية تقوّلوها برغم أن  القرآن الكريم حسم هذا الأمر بآية بينة :" ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ".   

ونختم و ختامه مسك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم  :" إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا".. و من الموافقات الطيبة؛ أن هذا الحديث قاله النبي عليه السلام، و هو يودع معاذ بن جبل يوم أن خرج يودعه حين أرسله إلى اليمن .

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية