لازلت أتذكر اللحظات التي قادت فيها توكل كرمان مسيرة ضخمة صوب مقر رئاسة مجلس الوزراء في صنعاء في الـ 11 من مايو 2011.
يومها هتفت كرمان :" كل مازدنا شهيد اهتز عرشك .
ولم تمر أشهر حتى تعثرت البلاد من أقصاها الى أقصاها...
وفي الحقيقة ان عرش هذه البلاد اهتز واضاعها الاوباش واللصوص والمرتزقة .
ذات يوم كانت توكل كرمان مواطنة يمنية تمضي من صنعاء الى عدن على متن حافلة ركاب لاتستوقفها النقاط ولايٌسئل الناس من انتم؟، ترفع يدها لتتأمل ماتبقى من الوقت لقدوم الحافلة الجماعية التي ستقلها الى وجهتها ..
لم تكن "كرمان" وحدها مواطنة عادية ، كان الجميع كذلك..
ذات يوم حينما كان لنا جيش وبلد ووطن ومرتبات وخدمات ولنا قيمة بين خلق "الله" كانت كرمان واحدة من الناس ..
من يصدق ان يخرج من دمروا هذه البلاد واسقطوا مؤسساتها وجيشها ونظامها وبعد كل هذه السنين ليتحدثوا عن قيم العدالة والحرية والمساواة والثورة والأمل!..
ويحتفلوا..
من على موائد وثيرة وفي حفل اسطوري تحدثت "كرمان" مجددا..
عن الوطن الذي لاتعيشه فيه.
عن الفقر الذي غادرها منذ 10 سنوات وحل ضيفا موحشا على هذه البلاد..
عن الحرية في زمن الجلادين.
عن العدالة في الوطن الذي انعدمت فيه المحاكم.
خاطبت اليمنيين عن بلادهم وثورتها ووعدتهم مجددا بالحرية ،لكنها نست او تناست انه لم يعد لدى اليمنيين وطناً ولا كهرباء يمكن لها ان تضيء شاشات التلفزة لكي يسمعون ماتقول..
يمكن لأي شخص وبعد كل هذه السنوات ان يتحدث عن معاناة اليمنيين الا توكل كرمان ومن على شاكلتها..
من الصعب ان تستشعر معاناة الجوعى وطبيبك قبل أيام قليلة ليس الا كتب لك قائمة ممنوعات من الأكلات التي باتت تهدد سلامة قلبك ومعدتك..
نسي الطبيب ان يكتب علاجاً لضميرك..
لاتستطيع ان تقول لأناس ما انهم بخير وانت ومنذ 8 سنوات مضت لم تطئ قدمك هذه البلاد..
لن تحس بمن تدمرت منازلهم وباتوا نازحين في مدن لايعرفونها وانت تسكن في قصرك الفاره..
تحتفل توكل بمرور 10 سنوات على جائزتها ونحتفل بمرور 10 سنوات على ضياع بلادنا..
وبين هذا وذاك في القلب غصة وفي العين دمعة وأمنيات بعودة الوطن الضائع..
عن خيمتها تتحدث كرمان، الخيمة التي باتت بلاوطن ولاطريق ولا أمل..
10 سنوات منذ ان ضاعت البلاد..
10 سنوات منذ ان سكنًا الخوف ولازمنا الجوع.
عشر سنوات على خيمة توكل التي اضاعت وطنا..
عن أي وطن تتحدث توكل كرمان؟ و أي شعب تخاطب ؟
هل تخاطب الشعب الذي تسببت بخرابه؟
الوطن الذي هدت أركان دولته وجثت!؟
في العالم اجمع يستقيل الفاسدون والمخطئون بل وينتحرون الا في هذه البلاد.
يرقصون على جراحك ويحدثونك عن الضوء في عتمة الظلام.!
وعن الحرية والقيود تدمي معصمك .
وعن المستقبل فيما الحاضر يتسلل بين اصابعك..
توارى ياهذا...
أخجل قليلاً..
بلادي دمرتها وهربت ..
مؤسساتها اسقطتها..
جيشها وفككته..
فبماذا تحتفل؟