رأى الحسين بن علي أنه أحق من يزيد بن معاوية فخرج عليه وقُتل، ورأى زيد بن علي أنه أحق من هشام بن عبدالملك فخرج عليه وقُتل، واستمرت دوافع الشعور بالأحقية تدفع بالكثير من بني هاشم قديماً نحو الخروج لحتوفهم، ومع الزمن تطورت نظرية الحق حتى أصبح إلهياً مقدساً، إلى أن وصلنا إلى وقتنا الحاضر حيث تمرد حسين الحوثي على الدولة اليمنية بدافع "الحق الإلهي" فقتل، واستمر أخوه عبدالملك بالدافع ذاته، وقد يكون مصيره مصير أخيه.
لقد قتلت تلك الخرافات الكثير، ولا حل لوقف نزيف الدم المسلم اليوم إلا بإسقاطها، والاحتكام لصناديق الاقتراع، والانتقال من عقيدة "الاختيار الإلهي" للأئمة إلى سياسة "الانتخاب الشعبي" للحكام.
إن أكثر قتلى نظريات "الحق الإلهي" المزعوم هم المؤمنون بتلك الخرافات، ومن شك في ذلك فليقرأ كتاب "مقاتل الطالبيين" لأبي الفرج الأصفهاني، حيث ذهب الكثير منهم في سبيل حق تصوروه لهم دون غيرهم من الناس.
و"إن في ذلك لعِبرة"…