المسؤول إذا تحول إلى تاجر فهو لِص والتاجر إذا تحول إلى مسؤول في الدولة فهو فاسد ولا بد من الفصل التام بين التجارة والسياسة، لأن أكبر كارثة في اليمن أن أغلب مالكي المؤسسات التجارية وشركات الصرافة تجدهم مسؤولين في الدولة، كما أخبرني أحدهم.
ولا تكاد تجد تاجراً إلا وهناك مسؤول شريك له أو مسهل له بمقابل مادي وهكذا من أكبر تاجر إلى أصغرهم.
وكذلك أغلب التجار تجدهم يزاحمون في العمل السياسي ويبحثون عن مناصب ولو شكلية لكي يضمنوا الربح دون كلفة.
وبهذا تحولت اليمن إلى عصابات متخمة باسم السياسة والأحزاب والجماعات والقبيلة... الخ.
* * *
من سيئات الإخوان أنهم كانوا معارضة للسلطة وحصروا كل المعارضة وأدواتها في أيديهم حتى وصلوا إلى السلطة ولا زالوا يمسكون بأدوات المعارضة الشعبية.
ولهذا الآن ترتفع الأسعار وتزداد الجرع والمآسي والفساد والفشل ولا يستطيع أحد أن يعارض أو يقول أي كلمة تجاه الوضع المخزي، ومن يتكلم سيقفز الإخوان وأدواتهم الأمنية والإعلامية لقمعه أو تشويهه واتهامه، وهكذا ستخرب البلاد ويتحطم الناس.
يفترض أن تتشكل قوى جديدة تقوم بدور المعارضة والمراقبة وتصحيح الوضع الحالي ومخاطبة السلطات المسؤولة.
أما هذا السكوت المريب فلم يحصل في تاريخ اليمن.
* * *
"الشرعية" عند المواطن هي سعر الخبز والبنزين والغاز وتواجد الكهرباء..
* * *
في الأزمات والكوارث يجب على ولي الأمر أن يحدد ربح التاجر ويضبط أسعار السلع الغذائية ولا يتركها لأهواء وأطماع التجار وجشعهم.
في اليمن التاجر يربح ولا يخسر ويربح أحياناً ٥٠٠٪، وهذا من الجور القبيح والاستغلال الواضح.
ولا بد من دور للعلماء والوعاظ وخطباء المساجد والإعلاميين في القنوات وإذاعات الراديو.
* * *
الأسعار نار بسبب ارتفاع سعر الصرف وزادوا ضاعفوا سعر التعرفة الجمركية، يعني كل شيء سيتضاعف بسبب الجمارك المضاعفة، والتجار يا فرحتهم كالعادة يرفعوا الأسعار قبل أن ترتفع ولا يمكن أن تنزل الأسعار ولو حصل ما حصل.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: (التجار هم الفجار، إلا من بر وصدق).
وأما المسؤولون فقد أصابتهم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فأعمت أبصارهم ومحقت بركتهم وذهبت سعادتهم، حيث قال: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشقّ عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتى شيئاً فرفق بهم فارفق به)..