آراء

الحوثيون في مأرب من هزيمة الحرب إلى غنيمة السلام

لمياء الكندي

|
03:10 2021/08/15
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بالأمس نشر الحوثيون صورة من مبادرة السلام التي قدموها إلى سلطنة عمان، وتم الترويج لها على أنها مبادرة سلام حقيقية، وانها آخر الأوراق التي من خلالها يقدم الحوثيون أنفسهم للشعب وللعالم على أنهم مع خيار السلام ووقف الحرب.

إن محاولة الحوثيين تأطير الحرب واختصارها بالحرب حول محافظة مارب وطرح مبادرة السلام حولها، يضعنا أمام كارثية التوجهات الحوثية بما فيها السلمية أيضا.

إن التعاطي مع الحرب بهذه الصورة المجتزأة والتباحث حولها يجب أن يكون أمراً مرفوضاً من حيث المبدأ، فحربنا مع الحوثيين لم تبدأ من مارب ولم تنتهِ فيها، حربنا معهم بدأت من صعدة وجرت عداواتهم صوب صنعاء وكل الوطن، وأي مبادرة سلام لا تبحث وضع اليمن ككل وصنعاء عاصمة الجمهورية ووضعها السياسي والعسكري هي مبادرة عبثية.

يسعى الحوثيون إلى تقديم مبادرتهم هذه بروح وطنية ومسؤولية أخلاقية، وهي حيلة سياسية وإعلامية لا يجب الانخداع بها، بل إنها تنافي مسيرتهم السياسية والعسكرية والاقتصادية، فظهورهم كجماعة مسؤولة تبحث عن موارد لتحقيق العدالة في توزيع الثروات ودفع رواتب القطاع الحكومي وسط هذا الركام الهائل من القتل والتهجير والإفقار المتعمد للشعب، يؤكد لنا رغبتهم الكامنة في السيطرة على مارب كمصدر للثروات الوطنية التي لا يستغرب تأميمها لمصالح هذه الجماعة الغاصبة لكل ثروات ومقدرات البلاد ومواردها كحال العديد من المحافظات وعائداتها.

يقدم الحوثيين مبادرتهم هذه كمنتصرين في معركة مارب وكأنهم يكافئون أنفسهم باغتنام ثرواتها، فنجدهم يتحدثون عن هذه الثروات واستئناف تصدير النفط وبيع الغاز وغيرها، وتحويل إيرادات هذه الثروات إلى البنك اليمني للإنشاء لتسليم رواتب موظفي الدولة وهم بهذه الشعارات التسويقية يحاولون مجددا استلاب مالم يمكنهم استلابه بالحرب عبر دعاوى السلام أو الاستسلام إن صح التعبير.

فهذه مناورة أخرى تذكرنا بمناورتهم الناجحة في إيقاف حرب الساحل وتقدمها، واتفاق إستكهولم الذي لم ينتج عنه غير وقف انتصار القوات الحكومية، وتقييد حركتها لصالح الحوثيين.

على العالم المتآمر مع الحوثيين أن يدرك أن معركتنا وسلامنا ليس حول مارب ولا الساحل ولا البيضاء وغيرها فجميعها معارك يجب أن تمضي في طريقها نحو صنعاء كما يجب أن يمضي السلام نحوها أيضا.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية