يحتفل اليمنيون بالذكرى الواحدة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية والتي رغم المخاطر التي تهددها الا انها راسخة في وجدان الشعب اليمني كقضية قومية.
ففي الثاني والعشرين من مايو 1990م رفع الرئيس علي عبدالله صالح وأخوه علي سالم البيض، علم اليمن الواحد خفاقاً في عدن، بحضور جمع كبير من المناضلين والمواطنين الذين ذرفوا الدموع فرحاً بتحقيق الوحدة اليمنية.
لم يأتِ ذلك اليوم التاريخي العظيم من فراغ بل كان بفضل نضال وتضحيات الشعب اليمني الأبي وثورتيه سبتمبر وأكتوبر الخالدتين، وثمرة حراك دبلوماسي وسياسي، قادته الإرادة السياسية في شطري اليمن، والرغبة الصادقة لتوحيد لحمة بلد عانى من ويلات الصراع والاقتتال الداخلي.
مناسبة تحل على اليمنيين وبلدهم يعاني من حرب مدمرة أهلكت الحرث والنسل، ومزقت عرى الوطن ورهن قراره اليمن السيادي، على موائد المؤامرات والمساومات تتخطفه الأيادي العابثة، والذي تمثل المليشيات الحوثية أخطر ما يهدد النسيج المجتمعي لليمن بشكل عام، فهي التي حولت اليمن من بلد للتعايش والمواطنة، إلى كانتونات متناحرة، تحاول في أجزاء منها فرض عقيدة خمينية مستوردة تفاقم من حدة الصراع، ما يشكل تهديدا كبيرا على هوية البلد ووحدته السياسية والشعبية والاجتماعية.
وفي ظل هذه المخاطر فان هذه الذكرى مناسبة كبيرة ليعود اليمنيون إلى جادة صوابهم وإعلاء مصالح بلادهم فوق أي اعتبار ومواصلة نهج يمن الجمهورية اليمنية القائم على ترسيخ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع، دون أي اعتبار أو أفضلية إلهية أو كهنوتية لأي طرف.