أخيرًا تم تشكيل الحكومة اليمنية وأدت اليمين الدستورية في الرياض بدلا من عدن ، وإن كان هذا الأداء ناقصا ليس على الأرض اليمنية حسب اتفاق الرياض..
الآن وقد أدّت الحكومة اليمين الدستورية يجدُرُ بها اتخاذ مصفوفة عمل واحدة، رغم تعدد أطياف الوزراء، وانتمائهم السياسي.. ورغم كونها حكومة شركاء متشاكسين..
فالوضع اليمني لم يعد يحتمل الصراع أكثر، فالوطن مدمّرٌ، والعدو الحوثي متربص بالكل دون استثاء لأحد..
بقدر ما يهمني عودة الحكومة اليمن وممارسة عملها ومهامها على أرض اليمن بقدر ما يهمني إجراءاتها العملية والعاجلة لوقف تدهور العملة اليمنية ونزيف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية..
هذا هو الأهم وهذا هو المطلوب اليوم من الحكومة الجديدة.
قضيتان أساسيتان يريدهما المواطن اليمني على وجه السرعة من هذه الحكومة الجديدة..
الأمن، والاقتصـاد.
حيث يأتي وقف انهيار الاقتصاد اليمني والتلاعب بالريال اليمني ووقف نزيفه، في سلّم اهتمامات المواطن اليمني الذي يريد انخفاضا حقيقيا في الأسعار.. لا مجرد اجتماعات وتصريحات، حتى يستطيع إيجاد لقمة عيش كريمة تقيه ذلّ السـؤال، وشظف العيش.
فنسبة الفقر في ازدياد متواصل، والأمن الغذائي يكاد يكون معدوما..
فالفقر يضرب أطنابه في المدن والقرى والأرياف..أسرٌ فقدت مصدر رزقها، بل وفقدت عائلها الوحيد، وأصبحت بين ليلة وضحاها لا تجد ما تسد به الأطفال، إلا ما يجود به رجال الخير، ومنظمات الإغاثة أحيانا..
كثير من المواطنين اليمنيين لم يعُـدْ يهمهم اليوم كثيرا قضايا التحرير والمقاومة، وأخبار الجبهات،
فلقمة العيش ورغيف الخبز (ودبة) الماء والحصول عليها جبهة مشتعلة في رأسه، وأخذت تفكيره وأرّقت منامه...
ففي زمن الحرب والدمار والحصار يصبح رغيف الخبز طوق نجاة لكثير من الأسـر من المعاناة والضياع، ويصبح الحصول على الماء حياة جديدة من فم المـوت والسـراب.
والقضية الثانية المطلوب من الحكومة الجديدة سرعة معالجتها بمسؤولية ومصداقية هي إصلاح المنظومة الأمنية بشتى جوانبها في المناطق المحررة..
فقط نريد توفير الأمن والاستقرار، ونشر الحملات الأمنية الحقيقية لا الوهمية، من خلال الضرب بيدٍ من حديد ضد العابثين بالنظام، والمخلين بالأمن العام، والمفصعين، وكل عصابات البلطجية..
وقف جرائم القتل والبلطجة ونهب ممتلكات الناس، والعبث والفوضى بحياة الناس وتكدير أمنهم وسلمهم الاجتماعي..
نريد معاقبة كل المجرمين والقتلة والمخربين وإنزال أشد العقوبات بهم، ليكونوا عبرة للآخرين..تغيير الفاسدين والمتواطئين مع البلاطجة والمخربين ومعاقبتهم..
أظنهـا مطالب جديرة بالتحقيق لو وجدت الإرادة، وأُخلصت النوايا، وتظافرت الجهود الحكومية كلها في فريق عمل واحد منسجم، لأجل اليمن واليمن فقط.
هذه برقية عاجلة بين يدي الحكومة الجديدة إذا بدأت الحكومة بهاتين القضيتين وعملت على معالجتها بشكل عاجل، ورأينا الجدية والصرامة في توجهها نحو تحقيق الأمن والاستقرار ووقف تدهور الريال اليمني، حينها يمكننا أن ندعم جهودها ونشدُّ على أيدي وزرائها ونرفع القبعة احتراما لهم، حتى وإن كانوا خارج أرض اليمن..
فهل تكون الحكومة ولو مرة واحدة حكومة يمنية خالصة تخدم اليمن واليمنيين؟
نتمنى ذلك وإن كنت أشكّ في حكومةٍ وزراؤها شركاء متشاكسون..