نعرف ويعرف كل اليمنيين ، كما يعرف كل مهتم ومتابع لمجريات الأحداث في اليمن أن عصابة الحوثي الإجرامية المأجورة لحوزات إيران تحتمي - في الساحل الغربي - باتفاقية ستوكهولم، وتستثمر هذه الاتفاقية كما تستثمر جهود التهدئة في أية جبهة لتنفيذ جرائم تدمير وقتل بحق المواطنين من خلال الخروقات والأعمال العصاباتية على طول جبهة الساحل وفي غيرها من الجبهات.
ويعلم الجميع أن هذه العصابة الإيرانية تستثمر صمت المجتمع الدولي وجهود التهدئة وتوقيف تقدم جبهة الساحل وجبهات أخرى لتوسيع سيطرتها في الجبهات الشرقية في مارب والجوف.
ونعلم كما يعلم اليمنيون والأشقاء في دول التحالف العربي أن علاقة مليشيات الحوثي بإيران لم تعد مجرد علاقة عمالة تقليدية ، أو تبعية في الموقف والفكر والسياسة ، بل أصبحت هذه المليشيات المأجورة عبارة عن أدوات مسخرة لإيران ، التي تدير هذه العصابات بشكل مباشر من صنعاء .
لم يعد خافيًا على كل اليمنيين وكل العرب والعجم أن مليشيات الحوثي - بتخطيط إيراني بحت ووفق مشروع إيراني خالص - تنفذ جرائمها ضد اليمنيين وتنفذ أعمالها العدوانية ضد السعودية ، وتستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر ، وتهدد الأمن والسلم الدوليين من داخل الأراضي اليمنية ، وبإدارة إيرانية مباشرة ، يقودها المجرم الإيراني المدعو حسن ايرلو ، الذي أصبح حاكماً عسكريا باسم الحوزات الإيرانية في صنعاء .
من المهم أن يدرك الجميع وأول الجميع قيادات الجبهات في الساحل وفي مارب والجوف وفي تعز والضالع وفي ميدي والبقع أن المعركة مع الحوثي واحدة لا تتجزأ، وأن العدو الحوثي الإيراني يستثمر التهدئة في جبهة ليتوحش في جبهة أخرى، ويستثمر أي خلافات أو اختلافات - مهما كانت صغيرة - ليفكك الصف الجمهوري وجبهاته ، كي يسهل عليه الانفراد بكل جبهة على حدة ، وفي ظل توقف أو توقيف الجبهات الأخرى .
وقبل هذا كله يجب على القيادات السياسية في الداخل والخارج أن تتعامل مع هذا الواقع بمسئولية وطنية وأخلاقية ، وتدفع باتجاه احتواء أية إشكاليات من شأنها تشتيت جهود اليمنيين وبعثرة قواته في صراعات جانبية أو ثانوية لا علاقة لها بالمعركة الوطنية المصيرية مع العدو الحوثي الإيراني الذي يعادي اليمن بكل ما فيها ومن فيها .
وليس لدينا شك أن أشقاءنا في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يدركون خطر المشروع العدواني الإيراني الذي تحمله العصابات الحوثية ضد اليمن والعرب جميعهم ، وبالتالي فإن المأمول من أشقائنا في دول التحالف أن يضاعفوا جهودهم لدعم الشعب اليمني في مواجهة عدوه وعدو العرب والمسلمين، واستكمال معركة تحرير اليمن ، التي هي معركة الأشقاء أيضاً ، على أن من أهم الجهود المطلوبة الآن يتصدرها دعم توحيد نبض الجبهات ، والعمل على تفكيك القيود التي تكبل المقاتلين في بعض الجبهات وتجبرهم على الوقوف موقف الدفاع ، ولا ضير أن يسهم قادة دول التحالف في تفكيك العوائق التي تحول دون دعم الجبهات المشتعلة بقوات من الجبهات المتوقفة إجباريا ، على الأقل حتى يتم التخلص من القيود التي تحول دون تفعيل كل الجبهات في وقت واحد.
نثق ثقة كاملة بأن المقاتلين في كل الجبهات لديهم قناعة كاملة بأن كل الجبهات التي تواجه العدو الحوثي الإيراني هي جبهة وطنية واحدة ، وأن المعركة مع العدو الحوثي الإيراني معركة وطنية واحدة أينما اشتعلت على تراب الوطن ، وأن كل مقاتل يواجه العدو الحوثي في اية جبهة لديه الاستعداد لقتال العدو الحوثي في أية جبهة أخرى .
الأبطال المقاتلون في كل الجبهات ، وخلفهم اليمنيون في كل المحافظات أصبحوا يدركون أن العدو الحوثي الإيراني عدو الجميع ، ومواجهته في كل شبر من تراب اليمن واجب مقدس ، وينتظرون اليوم الذي يقول فيه القادة السياسيون والعسكريون ودول التحالف أن كل الجبهات التي تواجه العدو الحوثي جبهة واحدة ، وحينها سيرى الجميع كيف سيتدافع اليمنيون إلى كل الجبهات لحسم معركتهم المصيرية .
وستعلم الدنيا كلها أن العصابات الحوثية العميلة أضعف وأصغر وأحقر من أن تواجه اليمن واليمنيين وهم على وفاق ، ومن خلفهم دول التحالف العربي ، الجديرة بأن تكون السند والمدد لدحر العدوان الفارسي ، وبتر أذرعه المأجورة الحقيرة.
أحمد غيلان
الساحل الغربي